تيلي ناظور: سلوى المرابط
في سياق الدينامية الثقافية التي يعرفها المشهد الفني المغربي، احتضن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، لقاءً وطنياً حول موضوع “المسرح الأمازيغي : المكتسبات والتحديات”، بحضور عدد من الفرق المسرحية والجمعيات الثقافية من مختلف جهات المملكة.
اللقاء شكّل مناسبة لتشخيص الوضع الراهن للمسرح الأمازيغي، وفتح نقاش مباشر بين الفاعلين الميدانيين والمؤسسات المعنية، في محاولة لاستكشاف السبل الكفيلة بتطوير هذا الفن وتجاوز الإكراهات التي تعترض طريقه.

استعرض المشاركون جملة من الصعوبات البنيوية التي تواجه الفرق المسرحية الناطقة بالأمازيغية، من بينها ضعف الدعم المؤسساتي، وغياب آليات الوساطة بين الفاعلين والمؤسسات الداعمة، إلى جانب محدودية دور المعهد في مواكبة الإنتاجات الفنية.
كما نبهت المداخلات إلى غياب ممثلي عدد من المؤسسات الشريكة والوازنة مثل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ISADAC، و مجلس الجالية، علاوة على قلة التكوينات الأكاديمية، وغياب التوثيق، وندرة الفضاءات المخصصة لعرض المسرحيات، خاصة في المناطق القروية، وضعف حضور الإعلام العمومي في تغطية العروض والمهرجانات الأمازيغية.
في هذا الإطار، دعا المشاركون إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ذات الطابع الاستعجالي، في مقدمتها:
التعجيل بإعادة تفعيل دعم الإنتاج والترويج المسرحي، الذي توقّف منذ جائحة كوفيد-19.
تخصيص دعم مالي مباشر للفرق المشاركة في جائزة الثقافة الأمازيغية (صنف المسرح)، بما يغطي تكاليف الإنتاج وليس فقط التنقل والإيواء.
مراجعة القيمة المالية للجائزة بما يراعي كلفة العمل المسرحي الجماعي.
إعادة تفعيل الشراكة بين المعهد ووزارة الجالية لدعم المسرح الموجه لمغاربة العالم.
أما على المستوى البنيوي، فقد خلُص اللقاء إلى ضرورة بلورة استراتيجية شمولية تتضمن:
تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشباب بتأطير فنانين محترفين.
تشجيع الكتابة المسرحية بالأمازيغية عبر منح ومسابقات.
خلق فضاءات للحوار وتبادل الخبرات بين الفرق والمعهد.
دعم الإنتاج المشترك وطنياً ودولياً.

توثيق وأرشفة الأعمال المسرحية وجعلها متاحة رقمياً.
دمج المسرح الأمازيغي في المهرجانات الوطنية والبرامج الثقافية الرسمية.
إعادة النظر في تركيبة لجان الدعم لضمان تمثيلية فاعلين أمازيغ.
إرسال مؤطرين لتأطير ورشات محلية تتراوح مدتها بين 10 و15 يوماً.
من جهة أخرى، شدّد المشاركون على أهمية ردّ الاعتبار لرواد المسرح الأمازيغي، من خلال تكريمهم وتوثيق مساراتهم الفنية، حفاظاً على ذاكرة هذا الفن وتحفيزاً للأجيال الصاعدة.
وقد تم التأكيد على أن هذه المقترحات تُقدَّم بروح إيجابية، وإدراك عميق بالمسؤولية المشتركة لتطوير المسرح الأمازيغي ودفعه نحو آفاق أرحب وأكثر إشراقاً.