عروض واعلانات
الصحة

Apple Vision Pro تدخل غرفة العمليات : ثورة الواقع المختلط تبدأ من قلب الجراحة

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

لم يكن صباحًا عاديًا في غرفة العمليات داخل مستشفى UC San Diego Health بولاية كاليفورنيا. فبينما تعمل الأجهزة الطبية في انسجام والإضاءة الساطعة تملأ المكان، دخل الجراح مرتديًا نظارة Apple Vision Pro الذكية، في سابقة هي الأولى من نوعها داخل بيئة جراحية حقيقية .

في هذه التجربة الرائدة، لم تكن النظارة أداة ترفيه أو تقنية مستقبلية فحسب، بل أصبحت جزءًا من العملية الجراحية. فقد استخدمها الدكتور سانتياغو هورغان، رئيس قسم الجراحة، لرؤية صور الأشعة، المؤشرات الحيوية، و تفاصيل دقيقة لأعضاء المريض بشكل مباشر على عدسات النظارة، دون أن يبتعد بنظره عن مكان الجراحة .

تجربة مذهلة لنظارة Apple vision pro داخل غرفة العمليات

التحكم في هذه البيانات تم عن طريق تتبع حركة العين والأوامر الصوتية، مما أتاح للجراح تركيزًا أعلى وأداءً أكثر سلاسة، دون الحاجة لاستخدام اليدين أو التفاعل مع شاشات منفصلة.

بداية التجربة

أُجريت أكثر من 50 عملية باستخدام نظارات Vision Pro ضمن تجربة سريرية تهدف إلى دراسة إمكانية دمج الواقع المختلط داخل غرف العمليات. شملت العمليات تدخلات دقيقة في البطن و الصدر، و كانت النتائج مشجعة من حيث كفاءة الأداء الطبي وتفاعل الطاقم الجراحي.

تطبيق مخصص من تطوير المستشفى

بالتوازي مع استخدام النظارة، قام فريق تقني داخل المستشفى بتطوير تطبيق طبي مخصص لبيئة غرفة العمليات. يُظهر التطبيق بيانات حساسة مثل صور الأشعة والتنظير الداخلي والمؤشرات الحيوية في شكل ثلاثي الأبعاد داخل مجال رؤية الجراح.

هذا التطبيق يختلف عن تطبيقات تجارية مثل eXeX، التي تركز على إدارة الأدوات وتدفق العمل، إذ تم تصميمه خصيصًا بناءً على احتياجات ميدانية فعلية، مما جعله أكثر تكاملًا مع متطلبات الجراحين.

واقع مختلط يغير ملامح التعليم الطبي

تجارب أخرى في مستشفيات ومراكز تدريب طبية مثل Stanford وCleveland Clinic أظهرت استخدام Vision Pro كأداة تعليمية قوية. فقد تمكّن طلاب الطب من مشاهدة العمليات الجراحية من منظور الجراح، والتنقل داخل نماذج ثلاثية الأبعاد للأعضاء، مما وفر تجربة تدريبية أكثر تفاعلية وواقعية.

تحديات تقنية وتنظيمية

ورغم النجاح الظاهر، إلا أن هناك تحديات تواجه دمج هذه التقنية بشكل أوسع. فالنظارة لم تُصمّم أساسًا للبيئة الطبية، ما يثير تساؤلات حول سهولة التعقيم، الراحة أثناء الاستخدام لساعات طويلة، والتوافق مع متطلبات غرف العمليات.

كما أن تكلفة اقتناء الأجهزة وتطوير التطبيقات لا تزال مرتفعة، وهو ما قد يحد من قدرة المستشفيات، خاصة في الدول النامية، على تبني هذه التقنية في الوقت الحالي.

مستقبل الجراحة تحت تأثير الواقع المختلط

التجربة التي قادها مستشفى UC San Diego Health تعكس تحولًا نوعيًا في العلاقة بين الطبيب والتقنية. الجراح لم يعد يعتمد فقط على مساعديه وشاشات جانبية، بل بات يتحكم بكامل البيانات عبر أداة ذكية ترتديها العين.

ومع تنامي الشراكات بين الشركات التقنية الكبرى مثل Apple وMicrosoft والمؤسسات الصحية، يبدو أن دخول تقنيات الواقع المختلط إلى غرف العمليات لم يعد مسألة وقت فقط، بل ضرورة استراتيجية لتحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء وتطوير التعليم الطبي.

هذه التجارب تشكّل بداية فصل جديد في الطب الحديث، تتكامل فيه المعرفة البشرية مع الأدوات الذكية لتقديم رعاية صحية أكثر دقة، وأكثر تخصيصًا، وربما أكثر إنسانية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button