غزة : ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 68 ألفاً و 865 في اليوم الـ750 من العدوان الإسرائيلي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 68 ألفاً و865 شهيداً، بالإضافة إلى 170 ألفاً و670 مصاباً.
و في تقريرها اليومي، أوضحت الوزارة أن المستشفيات التابعة للقطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 7 شهداء جدد، منهم 3 شهداء جدد و 3 انتُشلوا من تحت الأنقاض، و شهيد آخر متأثر بجراحه السابقة، إلى جانب 6 إصابات متنوعة.
و تُعد هذه الأرقام جزءاً من الخسائر التراكمية لعدوان استمر عامين كاملين، وفقاً لبيانات الوزارة التي تُعتبر موثوقة تاريخياً من قبل منظمات دولية مثل الأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية، رغم التحديات في التوثيق بسبب الدمار الواسع.
لم تُحدد الوزارة تفاصيل الظروف المحيطة بالشهداء السبعة أو الإصابات، إلا أن بيانات سابقة من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أكدت ارتكاب إسرائيل عشرات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.
و أقر الجيش الإسرائيلي في بياناته الرسمية الاستهداف المباشر لفلسطينيين بدعوى تجاوزهم الخط الأصفر المؤقت، الذي انسحبت إليه قواته بموجب الاتفاق، و يغطي أكثر من 50% من القطاع دون خطوط واضحة، مما يعرض المدنيين للقتل دون إنذار مسبق.
و في السياق ذاته، أحصت الوزارة 236 شهيداً و 600 مصاب جراء هذه الخروقات منذ بدء الاتفاق، بالإضافة إلى انتشال 502 جثة، مما يعكس هشاشة الترتيبات الأمنية و تكرار الانتهاكات من الجانب الإسرائيلي، كما وثقته تقارير دولية حديثة من رويترز ونيويورك تايمز في أكتوبر 2025.
أبرز التقرير الصعوبات اللوجستية في التعامل مع الضحايا، مشيراً إلى أن أعداداً غير معلنة من الجثث لا تزال تحت الأنقاض أو في الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف و الدفاع المدني عن الوصول إليها بسبب الدمار و نقص المعدات.
و هذا الواقع يجعل الحصيلة الإجمالية مرشحة للارتفاع بشكل ملحوظ، خاصة مع تقديرات منظمة الصحة العالمية في سبتمبر 2025 التي أشارت إلى أكثر من 63 ألف قتيل و 161 ألف مصاب حتى ذلك التاريخ، مع إمكانية تضخم الأرقام بنسبة تصل إلى 41% بسبب الإصابات غير المسجلة أو الوفيات الناتجة عن الجوع و الأمراض.
و يأتي هذا التحذير في ظل كارثة إنسانية تشمل مجاعة و تفشي الأمراض، مما يعزز من الضغط الدولي لتعزيز آليات الإنقاذ و المساعدات.
امتد تأثير العدوان إلى تدمير هائل للبنية التحتية، حيث أفادت الوزارة بأن نحو 90% من المرافق في غزة تضررت أو دُمرت تماماً، مع خسائر اقتصادية تقدر بنحو 70 مليار دولار أمريكي.
و يشمل الدمار المباني السكنية و المستشفيات و المدارس، مما أدى إلى كارثة إنسانية شاملة أسفرت عن نزوح مئات الآلاف و انهيار الاقتصاد المحلي.
و في هذا الإطار، أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف سكان القطاع يعيشون في ظروف كارثية، مع ارتفاع حالات الجوع و التشرد، بينما تستمر الخروقات الإسرائيلية في تعقيد جهود الإعادة الإعمار.
و يُعد هذا الإنجاز الإسرائيلي، كما يصفه مراقبون، أحد أكبر عمليات الدمار في التاريخ الحديث، مما يثير تساؤلات حول الالتزامات الدولية لوقف الانتهاكات و تعويض الضحايا.



