غارات إسرائيلية على خان يونس تثير توتر الهدنة

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
نفّذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية وإطلاق نار في محيط خان يونس جنوبي غزة السبت، بعد ساعات من تعثر عملية تسليم جثث رهائن، حيث أعلنت إسرائيل أن ثلاث جثث سلّمتها حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين، مما أثار اتهامات متبادلة و يهدد الهدنة الهشة في القطاع.
أفاد مصدر أمني فلسطيني لوكالة فرانس برس بسماع أصوات غارات جوية و إطلاق نار إسرائيلي في شرق خان يونس، في سياق تصعيد يأتي بعد هجمات سابقة أسفرت عن عشرات القتلى.
و كذا، يعكس هذا الهجوم الجديد التحديات المستمرة للحفاظ على وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر، حيث أدت غارات سابقة في أواخر أكتوبر إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني، بما في ذلك 46 طفلاً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
أكد مصدر عسكري إسرائيلي مساء الجمعة أن الجثث الثلاث المُسلّمة لا تعود لرهائن، و هو ما أثبته فحص الطب الشرعي لاحقاً، مما دفع إسرائيل إلى اتهام حماس بانتهاك الهدنة.

و من جانبها، نفت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس هذه الادعاءات، موضحة في بيان السبت أنها عرضت تسليم عينات لجثامين مجهولة الهوية، لكن إسرائيل رفضت و طالبت بالجثث كاملة، و أن التسليم كان لقطع الطريق على الاتهامات.
و بفضل ذلك، تكشف الحادثة عن خلافات متكررة حول استرجاع رفات الرهائن، حيث سلّمت حماس حتى الآن أجزاء من 12 فقط من 28 جثة متفق عليها.
ليست هذه المرة الأولى التي يدّعي فيها الجانبان انتهاكات، إذ اتهمت الحكومة الإسرائيلية حماس مراراً بتأخير التسليمات، بينما دعت عائلات الرهائن إلى الضغط على الحركة للالتزام.
و من ثم، يأتي التصعيد في ظل هدنة هشة تشمل إطلاق سراح فلسطينيين مقابل رهائن، مع عقبات كبيرة مثل إدارة غزة المستقبلية و نزع سلاح حماس، كما أفادت تقارير دولية.
أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1221 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
و ردت إسرائيل بحملة عسكرية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 68,531 فلسطينياً، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
و بالتالي، يبرز هذا النزاع المستمر الحاجة الملحة إلى حلول دائمة لتجنب المزيد من الخسائر.



