الصين تتسارع في سباق التسلح الذكي : مركبة P60 الذاتية بتقنية DeepSeek تهدد التوازن العالمي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
كشفت شركة نورينكو الصينية، العملاقة في الصناعات الدفاعية المملوكة للدولة، في فبراير 2025 عن مركبة عسكرية ذاتية القيادة ( P60 ) قادرة على تنفيذ عمليات دعم قتالي باستخدام الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري، بسرعة تصل إلى 50 كيلومترًا في الساعة، مستفيدة من نموذج DeepSeek الذي يُعد قمة التكنولوجيا الصينية في الذكاء الاصطناعي.
احتفل مسؤولو الحزب الشيوعي بالإصدار كدليل مبكر على جهود بكين للحاق بسباق التسلح مع الولايات المتحدة، حيث يعتمد الجيش الصيني ( PLA ) على DeepSeek لتطوير أنظمة مثل الكلاب الآلية و الأسراب الطائرة، وسط حملة للسيادة الخوارزمية و تقليل الاعتماد على التقنيات الغربية.

تعتمد مركبة P60 على نموذج DeepSeek، الذي يُشاد به كـفخر القطاع التكنولوجي الصيني، للقيام بعمليات استطلاع و دعم قتالي مستقل، مع سرعة تشغيل تصل إلى 50 كم/ساعة دون سائق بشري.
وفقًا لمراجعة رويترز لمئات الأوراق البحثية وبراءات الاختراع و سجلات المشتريات، تسارعت إشعارات الشراء المتعلقة بـDeepSeek في 2025، مع 12 مناقصة عسكرية من PLA تشير إليها، مقابل واحدة فقط لمنافسها Qwen من علي بابا.
يُستخدم النموذج في تطوير كلاب آلية تعمل في مجموعات للاستطلاع و إزالة المتفجرات، و أسراب طائرات مسيرة تتعرف على الأهداف و تتبعها بشكل مستقل، كما في براءة اختراع من جامعة بيهانغ لتحسين قرارات الأسراب ضد التهديدات الجوية المنخفضة و البطيئة و الصغيرة.
يعكس هذا السعي إلى السيادة الخوارزمية، حيث تهدف بكين إلى السيطرة على البنية التحتية الرقمية الحيوية و تقليل الاعتماد على الغرب، مع تطبيقات عسكرية جديدة تظهر بانتظام في شبكة الجيش.
رغم القيود الأمريكية على التصدير، تظهر الوثائق استخدام الجيش الصيني و رقائق Nvidia، بما في ذلك النماذج المقيدة مثل H100، في مناقصات و براءات اختراع مقدمة حتى يونيو 2025 من معاهد بحثية مرتبطة بالجيش.
لم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا تم الحصول عليها قبل القيود، لكن 15 براءة اختراع أخرى تشير إلى رقائق Huawei Ascend المحلية، مما يعكس تقدمًا في الإنتاج الذاتي.

أكد ساني تشيونغ، زميل مؤسسة جيمس تاون للسياسات الدفاعية، أن PLA زاد في 2025 من التعاون مع متعاقدين يستخدمون حصريًا رقائق Huawei للذكاء الاصطناعي، متزامنًا مع حملة بكين لدعم التقنيات المحلية، رغم عدم التحقق المستقل من رويترز لهذا الادعاء.
رفضت Huawei التعليق على نشر رقائقها عسكريًا، بينما لم ترد وزارة الدفاع الصينية أو DeepSeek أو Norinco على طلبات التعليق.
توفر براءات الاختراع وسجلات المشتريات أدلة على جهود بكين الممنهجة لتحقيق السبق العسكري عبر الذكاء الاصطناعي، مثل التعرف التلقائي على الأهداف و دعم اتخاذ القرارات الفورية في ساحة المعركة، مقاربةً الجهود الأمريكية.
على سبيل المثال، يدّعي باحثون في شيان أن نظامهم المعتمد على DeepSeek يقيم 10 آلاف سيناريو ميداني في 48 ثانية، مقارنة بـ48 ساعة لفريق بشري تقليدي، و إن لم يتم التحقق المستقل.
يخطط الجيش الصيني لدمج الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة للتعرف على الأهداف وتشكيلاتها مع تدخل بشري محدود، وسط التزام قادة الدفاع بالسيطرة البشرية لتجنب الانتشار غير المنضبط للأسلحة الذكية.
في المقابل، تخطط الولايات المتحدة لنشر آلاف الطائرات المسيرة الذاتية بحلول نهاية 2025 لمواجهة القدرات الصينية المتزايدة، مما يعزز التوترات في سباق التسلح الذي يدفعه قادة البلدين للاستعداد للصراع.



