ترامب يستبعد خطة فانس لولاية ثالثة : لن يعجب الناس

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في تصريحات جديدة أثارت جدلاً واسعًا، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبتعد عن فكرة سعيه لولاية رئاسية ثالثة عبر خطة فانس غير المباشرة، واصفًا إياها بأنها أمر ظريف للغاية لكنه لن يكون مناسبًا، مشيرًا إلى وجود أشخاص جيدين للترشح في 2028 مثل نائبه جي دي فانس و وزير الخارجية ماركو روبيو، اللذين يمكن أن يشكلا تذكرة لا تُقهر .
وفي الوقت نفسه، وجه ترامب انتقادًا لاذعًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مطالبًا إياه بإنهاء حرب أوكرانيا بدلاً من اختبار صواريخ نووية مثل بوريفيستنيك، محذرًا من أن الولايات المتحدة تمتلك غواصة نووية الأعظم في العالم قبالة سواحل روسيا
تحدث ترامب مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إير فورس وان أثناء انتقاله من ماليزيا إلى اليابان يوم الإثنين 27 أكتوبر 2025، ردًا على أسئلة حول إمكانية عودته للرئاسة في 2028 عبر ترشيح فانس للرئاسة ثم تنازله عن المنصب.
و قال ترامب، حسب نقل شبكة NBC News : ” أعتقد أن الناس لن يعجبهم ذلك. إنه أمر ظريف للغاية. ليس كذلك، ولن يكون مناسبًا ” .
هذا التلميح يأتي بعد أن أقر ترامب سابقًا في مارس 2025 بأن مثل هذا السيناريو طريقة محتملة، لكنه اليوم أكد على مرشحين آخرين، مشيرًا إلى فانس و روبيو كـرائعين، مضيفًا: “لو تصرفا كمجموعة، فسيكون من الصعب إيقافهما .
و مع ذلك، لم يستبعد ترامب الفكرة تمامًا، قائلًا في مقابلة مع Axios : ” أود القيام بذلك “، رغم أن التعديل الدستوري 22 يحظر الانتخاب لأكثر من ولايتين.
يُعتبر السيناريو المقترح ترشيح فانس في 2028 ثم تنازله –غير دستوري عمليًا، إذ يتعارض مع التعديل 22 الذي يحد من الانتخابات الرئاسية، لكنه يثير مخاوف من محاولة تجاوز الدستور عبر التعديل 12.
اذ أثار التصريح ردود فعل متباينة، حيث رحب مؤيدو ترامب بالاقتراح كـذكي، بينما حذر خبراء قانونيون مثل لورانس تريب من أنه تفكير سحري قد يؤدي إلى أزمة دستورية.
في السياق السياسي، يُرى هذا كمحاولة لتعزيز نفوذ ترامب داخل الحزب الجمهوري، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية، لكنه يعزز الاتهامات الديمقراطية بأن ترامب يهدد الديمقراطية.
و في سياق آخر، رد ترامب على إعلان بوتين الأحد عن اختبار ناجح لصاروخ كروز نووي بوريفيستنيك ( الذي حلق 14 ألف كم حسب موسكو )، واصفًا الخطوة بأنها غير مناسبة و موجهاً كلامًا مباشرًا : ” يجب أن تنهي الحرب، التي كان يجب أن تستغرق أسبوعًا و هي الآن في عامها الرابع، هذا ما يجب أن تفعله بدلاً من اختبار الصواريخ ” .
أضاف ترامب، مشيرًا إلى قوة أمريكية : ” يعلمون أن لدينا غواصة نووية، الأعظم في العالم، قبالة شواطئهم، لذا ليس من الضروري قطع 8000 ميل ” .
هذا الاختبار، الذي يُرى كرد روسي على الضغوط الأمريكية، يأتي وسط تدريبات نووية روسية أخيرة، و يُعتبر إشارة تحذيرية للغرب، لكن خبراء مثل جيفري لويس يشككون في اللافتة النووية للصاروخ.
أكد ترامب مرارًا رغبته في إنهاء الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مقارنًا إياها بغزة أو الصراع الهندي-الباكستاني كـأصعب، لكنه رفض الكشف عن دراسة عقوبات إضافية على روسيا، قائلًا : ” ستعرفون ذلك ” .
يأتي هذا وسط تصعيد روسي، حيث أدى الاختبار إلى إغلاق مؤقت لمنطقة في بحر برينغ، و يُرى كجزء من استراتيجية موسكو للضغط قبل محادثات محتملة مع واشنطن.
يُشير الخبراء إلى أن بوريفيستنيك، المعلن عنه في 2018 كرد على انسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ، قد يكون مشاريع غير ضرورية تستهلك موارد روسية، لكنه يعزز التوترات النووية العالمية.



