استحواذ كندي على منجم جوندافا التاريخي في المغرب

تيلي ناظور
وقعت شركة Steadright Critical Minerals Inc الكندية مذكرة تفاهم مع شركة Ste Commerciale et Minière du Sahara ( CMS ) للاستحواذ على حقوق منجم جوندافا متعدد المعادن في إقليم الحوز بجبال الأطلس الكبير، مما يمنحها حصة تصل إلى 100% في المشروع مقابل 8 ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى إصدار أسهم لا تتجاوز 9% من رأس المال و 1% من صافي عائدات الإنتاج، وفقاً لبيان الشركة الرسمي.
تشمل المذكرة فترة تدقيق لمدة ثلاثة أشهر، مع دفع وديعة غير قابلة للاسترداد قدرها 500 ألف دولار فوراً، تليها الدفعات المتبقية والإصدارات الأسهمية.
يغطي المشروع مساحة 1600 هكتار برخصة تعدينية و بيئية كاملة ( رقم الامتياز 55 )، و يُعد خطوة رئيسية لشركة Steadright في تعزيز محفظتها من المعادن الحيوية مثل الزنك و النحاس، اللذين يُصنفان كمعادن استراتيجية في كندا و الولايات المتحدة وأوروبا.
أنشئ منجم جوندافا عام 1926 من قبل Société des Mines de Goundafa ( SMG )، و أنتج حتى إغلاقه عام 1956 عقب استقلال المغرب.
في عام 1928 وحده، استخرج حوالي 2000 طن من الخام بتركيزات عالية بلغت 22.13% زنك و 11.31% رصاص، مع وجود فضة تصل إلى 400 غرام لكل طن في مناطق الغالينا، وفقاً لتقارير مكتب البحوث و المشاركات الجبائية ( BRPM، الآن ONHYM ).
تشير الدراسات الجيولوجية الحديثة، بما في ذلك تقرير 2022، إلى موارد محتملة تصل إلى 6.62 مليون طن تحتوي على زنك و رصاص و نحاس و ذهب، مع تركيزات متزايدة للنحاس و الذهب في الأعماق.
يبرز المنجم بـ1.7 مليون طن متاحة للاستغلال الفوري عبر شبكة أنفاق تاريخية موجودة، مما يقلل التكاليف و يسرع التقييمات.
تصريحات المدير التنفيذي
أعرب مات لويس، المدير التنفيذي لـSteadright، عن حماسه قائلاً : ” الأنفاق التاريخية تمثل فرصة جذابة لإجراء تقييمات سريعة و فعالة للمنجم، خاصة في بيئة تعدين صديقة مثل المغرب، حيث تتسارع السباق العالمي لتأمين هذه المعادن ذات القيمة المتزايدة ” .
تأتي هذه الصفقة وسط ارتفاع الطلب العالمي على المعادن الحيوية للطاقة المتجددة و التكنولوجيا، مما يعزز من جاذبية المغرب كوجهة استثمارية في قطاع التعدين.
يتوقع الخبراء أن يؤدي الاستكشاف الحديث، بما في ذلك الحفريات، إلى تحديث التقديرات التاريخية وفق معايير دولية، مما قد يحول جوندافا إلى مشروع إنتاجي رئيسي.



