نتنياهو يطمئن فانس : تصويت الكنيست على ضم الضفة مجرد قراءة تمهيدية بلا نتيجة

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أن تصويت الكنيست على ضم الضفة الغربية لن يؤدي إلى أي تغيير عملي، مشدداً على أنه مجرد قراءة تمهيدية غير ملزمة.
نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي كبير أن فانس أبدى صدمته الشديدة عند سماعه بالتصويت أثناء زيارته إسرائيل، معتبراً أنه لا ينبغي أن يحدث في توقيت كهذا.
و أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن نتنياهو تلقى تحذيرات مسبقة من ردود الفعل الدولية المحتملة، إلا أنه لم يتدخل لمنع التصويت.
خلال لقائهما، أوضح نتنياهو لفانس أن الإجراء التشريعي ليس سوى خطوة أولية في الكنيست، و لن يترتب عليه أي إجراءات تنفيذية فورية.
من جانبه، عبر فانس عن قلقه الصريح، محذراً من تداعيات التصويت على العلاقات الثنائية و الوضع الإقليمي.
يأتي هذا التصويت في ظل توترات متصاعدة حول مستقبل الضفة الغربية، حيث يرى مراقبون أنه يعكس ضغوطاً داخلية على الحكومة الإسرائيلية.
و مع ذلك، يؤكد نتنياهو أن الخطوة ليست سوى مناورة سياسية داخلية، في محاولة لتهدئة المخاوف الأميركية التي قد تؤثر على الدعم الاستراتيجي لواشنطن.
أثار تصويت الكنيست الإسرائيلي الأولي يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 لمشروع قانون يفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية موجة من الإدانات الدولية السريعة، معتبرين الخطوة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي و تهديداً لجهود السلام في غزة.
مرت المقترحات بأغلبية ضئيلة 25-24، وسط غياب دعم حزب الليكود الحاكم، لكنها أثارت غضباً أميركياً و عربياً واسعاً، مع تأكيدات من واشنطن على معارضتها القاطعة لأي ضم.
كما أعرب نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس عن صدمته الشديدة من التصويت، واصفاً إياه بـالإهانة و الخدعة السياسية السخيفة جداً أثناء زيارته لإسرائيل، محذراً من أنها تتعارض مع سياسة إدارة ترامب التي ترفض ضم الضفة.
كما وصف وزير الخارجية ماركو روبيو التصويت بأنه غير مثمر و يهدد اتفاق السلام في غزة، مشدداً قبل مغادرته إلى إسرائيل على أن الرئيس ترامب لن يسمح بأي تقدم في هذا الاتجاه، في محاولة للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش مع حماس.
قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً من أكثر من اثنتي عشرة دولة عربية و إسلامية، بما في ذلك مصر و قطر و الأردن، في إدانة مشتركة للتصويت، واصفين إياه بـانتهاك فاضح للقانون الدولي و تهديد للاتفاقيات الإقليمية مثل اتفاقيات أبراهام.
بحيث أكدت الإمارات العربية المتحدة، حليف رئيسي لواشنطن و تل أبيب، أن أي ضم سيكون خطاً أحمر يهدد الجهود المشتركة لإعادة إعمار غزة و تعزيز الاستقرار.
أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً يرفض التصويت رفضاً قاطعاً، مؤكدة أن إسرائيل لن تملك سيادة على الأرض الفلسطينية، و دعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمنع أي تطبيق عملي.
كما أعربت حماس عن إدانتها الشديدة، معتبرة الخطوة عدواناً استعمارياً يدفن حل الدولتين. في أوروبا، حذرت دول مثل بريطانيا وفرنسا من أن التصويت يعيق مسار السلام، مع دعوات لفرض عقوبات محتملة إذا تقدم المشروع.
اذ يأتي التصويت في وقت حساس بعد وقف إطلاق النار في غزة، وسط تصاعد العنف الاستيطاني الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة منذ أكتوبر 2023، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
رغم أنه خطوة تمهيدية غير ملزمة، يخشى مراقبون أن يشجع على توسيع الاستيطان، مما يعقد الجهود الأميركية لتشكيل قوة استقرار في غزة بدعم عربي، و يثير مخاوف من انهيار التحالفات الإقليمية الناشئة.
يهدد التصويت التمهيدي في الكنيست يوم 22 أكتوبر 2025 لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بانهيار وقف إطلاق النار الهش في غزة، حيث يراه الفلسطينيون و الدول العربية إعلان حرب على حل الدولتين، مما يُعرقل الجهود الأميركية لإعادة إعمار القطاع و تشكيل قوة عربية للاستقرار.
أعلنت حركة حماس أن التصويت يُنهي أي أمل في سلام، مهددة باستئناف الهجمات الصاروخية إذا تقدم المشروع، بينما أكدت السلطة الفلسطينية تعليق كل اتصالاتها مع إسرائيل.
في الوقت نفسه، أوقفت مصر وقطر جلسات الوساطة غير المباشرة، معتبرتين أن ضم الضفة يجعل أي اتفاق في غزة عديم المعنى.
تعتمد إدارة ترامب على مشاركة السعودية و الإمارات و الأردن في قوة متعددة الجنسيات لإدارة غزة بعد الحرب، لكن الدول الثلاث أبلغت واشنطن أن أي تقدم في الضفة سيُجمد مشاركتها فوراً.
و قال مسؤول إماراتي لرويترز إن لا إعمار لغزة بلا حل سياسي للضفة، مما يُعرض 15 مليار دولار تعهدات إعادة إعمار للخطر.
سجلت الأمم المتحدة ارتفاعاً فورياً بنسبة 40% في هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية بعد التصويت، مع إصابة 28 فلسطينياً في يوم واحد.
في غزة، أطلقت فصائل مسلحة ثلاثة صواريخ تجريبية باتجاه البحر، في إشارة تحذيرية، بينما حشد الجيش الإسرائيلي أربع كتائب احتياط على حدود القطاع.
أكدت دراسة أعدتها مجموعة الأزمات الدولية أن تطبيق الضم سيُنهي فعلياً حل الدولتين، مما يُشعل انتفاضة ثالثة قد تمتد إلى لبنان و الأردن.
و حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن التصويت يُشعل فتيل أزمة شاملة، داعياً مجلس الأمن لجلسة طارئة.
أبلغت واشنطن نتنياهو أن استمرار المشروع سيُجمد مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً، مع تهديد بتعليق الدعم في الأمم المتحدة.
و نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو وعد فانس بـتأجيل القراءتين الثانية و الثالثة حتى إشعار آخر، لكن أحزاب اليمين المتطرف تهدد بإسقاط الحكومة إذا تراجع .



