نزار بركة يؤكد: السياسة المائية قضية استراتيجية لضمان الأمن المائي بالمغرب

تيلي ناظور

شارك السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 بالعاصمة الرباط، في الجلسة الختامية لندوة نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع الجامعة الدولية بالرباط، تحت عنوان “التعليم والبحث وريادة الأعمال والسياسات العمومية ومغاربة العالم”.

في بداية مداخلته، أوضح السيد الوزير أن ملف الماء أصبح مسألة استراتيجية تتصدر أولويات الدولة، مشيراً إلى أن التوجيهات الملكية السامية منحت لهذا القطاع أهمية كبرى من خلال رؤية متكاملة واستباقية للتعامل مع التغيرات المناخية، مع ضمان تزويد كافة المواطنين بالماء الصالح للشرب، وتغطية ما لا يقل عن 80% من حاجيات الفلاحة المائية.

ومن جانب آخر، أبرز السيد بركة أن الوزارة تواصل تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الكبرى المتعلقة بتعبئة الموارد المائية التقليدية وغير التقليدية، مع اعتماد نهج التدبير المستدام وحماية الاحتياطي الوطني من المياه الجوفية لفائدة الأجيال الحالية والقادمة.

كما أشار الوزير إلى أن السياسة المائية بالمغرب شهدت إصلاحات عميقة ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية:
أولاً، الانتقال من سياسة تركز على الموارد التقليدية إلى أخرى تعتمد تنويع المصادر.
ثانياً، التحول من إدارة قصيرة المدى إلى تخطيط بعيد المدى لضمان الاستدامة.
وثالثاً، تعزيز مبدأ التضامن المائي بين المدن الساحلية والمناطق الداخلية والجبلية لضمان التوازن والإنصاف المجالي.

وفي سياق آخر، أوضح السيد بركة أن تحلية مياه البحر تمثل خياراً استراتيجياً لتعزيز الأمن المائي، مشيراً إلى أن القدرة الإنتاجية ستتجاوز 1.7 مليار متر مكعب سنوياً بحلول سنة 2030 بعد إنجاز تسع محطات جديدة تعمل بالطاقة المتجددة. كما تم تطوير الشبكات المائية بين الأحواض وإنشاء وحدات متنقلة لتوفير مياه الشرب، إلى جانب إجراءات لترشيد الاستهلاك وتحسين إدارة الموارد.

وأضاف الوزير أن الوزارة أطلقت منظومة تكنولوجية وطنية تضم المدرسة الحسنية للأشغال العمومية والمختبر العمومي للتجارب والدراسات ومكتب الاستشارة والهندسة، بهدف تشجيع البحث والابتكار وتعزيز الاستقلالية التقنية في مجال تدبير المياه.

كما شدد السيد نزار بركة على أن السياسة المائية بالمملكة مشروع وطني مشترك يستلزم تعبئة جميع الطاقات داخل الوطن وخارجه، مؤكداً أن مغاربة العالم يمكنهم المساهمة بخبراتهم ومعارفهم في مجالات الهندسة، والابتكار البيئي، وتطوير الموارد المائية المستدامة.