عروض واعلانات
سياسة

ماذا خسرت إسرائيل في الحرب على غزة ؟

تيلي ناظور

تعيش إسرائيل اليوم صدمة غير مسبوقة بعد أن خرجت من حربها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بخسائر فادحة على جميع المستويات، إذ تكشّف حجم الهزيمة التي لم تتوقعها لا في الميدان العسكري ولا في ساحات السياسة والاقتصاد.

فقد وجدت نفسها أمام واقع جديد قلب موازين القوة، وأضعف صورتها التي طالما روّجت لها أمام العالم.

من الناحية العسكرية، فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة بالقضاء على فصائل المقاومة في غزة، رغم استخدام أحدث الأسلحة والتقنيات.

وقد تكبد جيشها خسائر بشرية غير مسبوقة، إذ قُتل أكثر من سبعة آلاف جندي، وأصيب أكثر من خمسة وعشرين ألفًا بإعاقات دائمة، إضافة إلى فقدان مئات المجنزرات وكميات ضخمة من الذخائر.

أما اقتصاديًا، فقد تجاوزت خسائر إسرائيل 150 مليار دولار نتيجة استمرار العمليات العسكرية وتراجع الاستثمارات وتوقف قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة. كما أُجبرت آلاف الشركات على الإغلاق بسبب الوضع الأمني غير المستقر.

وعلى الصعيد الاجتماعي، تزايدت حالات القلق والاضطرابات النفسية بين الإسرائيليين، في وقت شهدت فيه البلاد موجة من “الهجرة المعاكسة”، حيث غادر العديد من الإسرائيليين نحو الخارج خوفًا من تصاعد الصراع وتدهور الأوضاع الأمنية.

وفي الجانب السياسي، تصاعدت الانتقادات الموجهة إلى حكومة نتنياهو بسبب فشلها في إدارة الحرب، ما أدى إلى انقسام داخلي حاد بين القادة السياسيين والعسكريين، وتراجع ثقة الشارع الإسرائيلي في مؤسساته.

وعلى المستوى الدولي، فقد خسرت إسرائيل دعم عدد من الدول الغربية بعد توثيق الانتهاكات ضد المدنيين في غزة، وتراجع التأييد الشعبي لها في العواصم الكبرى، كما اهتزت صورتها كقوة “لا تُقهر” أمام مقاومة أظهرت صمودًا غير مسبوق.

وفي المحصلة، لم تخسر إسرائيل حربًا فحسب، بل فقدت هيبتها ومكانتها الدولية، واهتزت صورتها أمام شعوب العالم.

كما فشلت في تصفية القضية الفلسطينية أو فرض واقع جديد في غزة، لتجد نفسها أمام حقيقة مفادها أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع النصر، مصداقًا لقوله تعالى :
“فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة.”

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button