إجراءات وزارة التربية الوطنية لتتبع حضور التلاميذ و الأساتذة

تيلي ناظور

في إطار جهودها المستمرة لتعزيز جودة التعليم ومواجهة التحديات المتعلقة بالانقطاع عن الدراسة، أصدرت وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي والرياضة تعليمات مفصلة إلى مديري الأكاديميات الجهوية لتدبير عملية جمع وتحليل البيانات المتعلقة بحضور التلاميذ والتلميذات.

تأتي هذه الإجراءات في سياق بداية الموسم الدراسي 2025-2026، الذي انطلق رسميًا يوم الاثنين 8 شتنبر 2025، مع التركيز على تتبع النسب الفعلية للتحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، استفادتهم من الحصص الدراسية، ومراقبة غيابهم على المستويات المحلية و الإقليمية والجهوية.

وفقًا للمصادر الرسمية، تشمل التعليمات أيضًا مراقبة دقيقة لمواظبة الأساتذة على واجباتهم التدريسية، سواء على المستوى الإقليمي أو الجهوي أو المركزي.

و أكدت الوزارة على ضرورة إرسال المعطيات المطلوبة إلى المديرية العامة للعمل التربوي ابتداءً من يوم الإثنين المقبل، 15 شتنبر 2025، لتمكين الجهات المعنية من استثمار هذه المؤشرات في تحسين الأداء التربوي و اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.

سياق الموسم الدراسي الجديد و دوره في الإجراءات

يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه المغرب انطلاق الموسم الدراسي 2025-2026 بموجب المقرر الوزاري الصادر في يوليوز 2025، والذي حدد تواريخ الدخول التدريجي للتلاميذ حسب المستويات.

على سبيل المثال، انضم تلاميذ التعليم الأولي والسنوات الأولى من الابتدائي والإعدادي يوم 2 شتنبر، بينما انضم الآخرون في الأيام التالية، مع بدء الدراسة الفعلية يوم 8 شتنبر.

كما يلتحق الأطر التربوية والأساتذة يوم 1 شتنبر للتحضير، مما يعزز من أهمية الرقابة على الحضور منذ البداية.

تشير التحديثات إلى أن هذه الإجراءات جزء من “خارطة الطريق 2022-2026” للإصلاح التربوي، التي تهدف إلى تعميم اللغة الإنجليزية في الإعدادي، توسيع مؤسسات الريادة، و تغطية نصف المؤسسات الابتدائية بتدريس الأمازيغية.

وفي هذا السياق، يُعتبر تتبع الحضور أداة أساسية لضمان فعالية هذه المستجدات، خاصة مع التركيز على مرافقة التلاميذ في وضعيات خاصة وتنظيم أنشطة الحياة المدرسية خلال فترة الدخول.

أهمية الرقابة و تأثيرها على جودة التعليم

تهدف هذه الآليات إلى تعزيز الشفافية في إدارة الموارد البشرية والتعليمية، ومواجهة مشكلات مثل الغياب المزمن الذي يؤثر على آلاف التلاميذ سنويًا.

من خلال جمع البيانات الدورية، ستتمكن الوزارة من تحليل المؤشرات و اتخاذ قرارات مبنية على أدلة، مثل تعزيز الدعم للمؤسسات ذات النسب المنخفضة في الحضور.

كما أن مراقبة الأساتذة ستساهم في ضمان التزام الأطر التربوية، خاصة مع إعلان مباريات التوظيف لدورة أكتوبر 2025، حيث يبدأ الترشيح الإلكتروني يوم 6 شتنبر ويستمر حتى 23 شتنبر.

و مع ذلك، يطالب خبراء التربية بتعزيز الجانب التقني، مثل استخدام التطبيقات الرقمية لتسجيل الحضور في الوقت الفعلي، لتجنب الأخطاء في جمع المعطيات.

كما أن هذه الإجراءات تتوافق مع الجهود الوطنية لتحسين النظام التعليمي، بما في ذلك ضبط الخرائط التربوية و تدقيقها قبل نهاية الشهر الجاري.

في الختام، تمثل هذه التعليمات خطوة إيجابية نحو نظام تعليمي أكثر كفاءة، مع التركيز على الوقاية من الغياب وتعزيز المساءلة. وستتابع الوزارة تنفيذها لضمان نجاح الموسم الدراسي الجديد.