المغرب يعزز الخطاب الديني : الذكاء الاصطناعي يدعم خطة تسديد التبليغ 2025

تيلي ناظور
يواصل المغرب جهوده لتحديث الخطاب الديني من خلال خطة “تسديد التبليغ”، التي أطلقتها وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية في يونيو 2024.
أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف، خلال عرض حصيلة المجلس العلمي الأعلى أمام الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المولد النبوي يوم 5 سبتمبر 2025، أن تحليلات الذكاء الاصطناعي أظهرت إيجابية هذه الخطة في توحيد خطب الجمعة.
رؤية تسديد التبليغ : تعزيز الخطاب الديني
تهدف خطة تسديد التبليغ إلى توحيد خطب الجمعة وجعلها أكثر انسجامًا مع احتياجات المجتمع المغربي.
أشار الوزير التوفيق إلى أن هذه الخطب تحظى باهتمام متزايد من المواطنين، حيث تركز على تعزيز القيم الأخلاقية و السلوكية، مثل مكافحة الأنانية و تشجيع النفع العام.
تستند الخطة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، بهدف تقديم نموذج ديني حضاري يعكس رؤية المغرب كـ”خير أمة أخرجت للناس”.
تسعى هذه المبادرة إلى تحقيق توازن بين التأصيل الديني والاستجابة للتحديات المعاصرة، مما يعزز الإشعاع الديني للمملكة.
الذكاء الاصطناعي : أداة مبتكرة لتقييم الخطب
لفت الوزير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل مضمون خطب الجمعة، حيث أثبتت هذه التقنية جودة الخطب و ملاءمتها.
و مع ذلك، أوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع قياس التأثير الفعلي على المصلين، مشيرًا إلى أن هذا الجانب يعتمد على “مسؤولية التلقي” و المتابعة الميدانية من قبل العلماء.
يمثل هذا النهج خطوة رائدة في استخدام التكنولوجيا لدعم الخطاب الديني، لكنه أثار تساؤلات حول قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم السياق الاجتماعي و الروحي للمجتمع المغربي.
التحديات و الانتقادات : جدل حول الخطب الموحدة
على الرغم من الإشادة الرسمية بخطة تسديد التبليغ، واجهت انتقادات من بعض الأوساط التي وصفت الخطب الموحدة بأنها جامدة و غير مرتبطة بالهموم اليومية للمواطنين.
أثارت هذه الخطب استياءً لبعض المصلين، الذين طالبوا بخطب أكثر مرونة وتفاعلية. كما انتقد البعض فرض الخطب بشكل إلزامي، معتبرين أنه يحد من حرية الخطباء ويعرضهم لمراقبة صارمة.
هذه الانتقادات، التي ظهرت في تقارير إعلامية وحملات رقمية، تكشف عن تحديات تواجه الخطة، خاصة في تحقيق التوازن بين التوحيد والمرونة.
فرص مستقبلية
: بناء خطاب ديني شامل توفر خطة تسديد التبليغ فرصة لتحديث الخطاب الديني وتعزيز دوره في مواجهة التحديات المعاصرة، مثل ضعف التدين السلوكي.
دعا المجلس العلمي الأعلى إلى تنظيم لقاءات مع خبراء التنمية لمناقشة كيفية تعزيز القيم الأخلاقية انطلاقًا من القرآن الكريم، مستلهمين مقولة الخليفة عثمان بن عفان : “يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”.
من المتوقع أن تسهم الخطة في بناء نموذج ديني يجمع بين الحرية والمسؤولية، مما يعزز مكانة المغرب كمركز إشعاع ديني عالمي.
خطوة نحو إصلاح ديني مستدام
تمثل خطة تسديد التبليغ خطوة طموحة لتحديث الخطاب الديني في المغرب، مدعومة باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تحليلية مبتكرة.
رغم التحديات والانتقادات، توفر هذه المبادرة فرصة لبناء خطاب ديني يلبي تطلعات المجتمع ويعزز القيم الأخلاقية.
لتحقيق نجاح مستدام، يجب أن تأخذ الخطة بعين الاعتبار آراء المواطنين و توازن بين التوحيد و المرونة، مما سيرسخ دور المغرب كرائد في الإصلاح الديني على المستوى الإقليمي والدولي.
كلمات مفتاحية: تسديد التبليغ، الذكاء الاصطناعي، خطب الجمعة، الخطاب الديني، وزير الأوقاف، المغرب 2025، الإصلاح الديني.
هاشتاغات: #تسديد_التبليغ #الذكاء_الاصطناعي #خطب_الجمعة #الخطاب_الديني #وزير_الأوقاف #المغرب_2025 #الإصلاح_الديني