نتنياهو يتراجع عن مناقشة ضم الضفة الغربية بعد تحذير إماراتي حاسم

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في تطور لافت، أفادت مصادر إسرائيلية لصحيفة “جيروزاليم بوست” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر إزالة مسألة تطبيق السيادة على الضفة الغربية من جدول أعمال اجتماع وزاري مقرر يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، عقب تحذير صريح من دولة الإمارات بأن هذه الخطوة تمثل “خطاً أحمر”.
هذا القرار يعكس تأثير الضغط الدبلوماسي الإماراتي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بالضفة الغربية والتطورات الدولية المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطين.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا الحدث ودلالاته على المشهد السياسي الإقليمي.
تحذير الإمارات : ضم الضفة “خط أحمر”
أكدت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، في تصريحات لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، أن أي محاولة إسرائيلية لضم أراضٍ في الضفة الغربية تُعد “خطاً أحمر” بالنسبة للإمارات.
و أوضحت أن مثل هذه الخطوة تهدف إلى تقويض اتفاقيات إبراهيم للسلام، و تنهي آمال التكامل الإقليمي، و تعارض رؤية الدولتين.
نسيبة شددت على أن الإمارات ترى في هذه الاتفاقيات وسيلة لدعم تطلعات الشعب الفلسطيني نحو دولة مستقلة، واعتبرت أن الضم سيؤدي إلى “دفن فكرة الدولة الفلسطينية”، وهو ما يتعارض مع الإجماع الدولي حول حل الدولتين.
تراجع نتنياهو: تحول في الأولويات
وفقاً لمصادر “جيروزاليم بوست”، استجاب نتنياهو للتحذير الإماراتي بسحب مناقشة فرض السيادة من جدول أعمال الاجتماع الوزاري، ليركز بدلاً من ذلك على الوضع الأمني في الضفة الغربية.
هذا التحول يأتي في ظل تحذيرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن الضفة “قد تنفجر في أي لحظة” بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة وعدم اليقين السياسي.
يتزامن هذا القرار مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعلن دول مثل فرنسا وبلجيكا اعترافها بدولة فلسطين، مما يزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
ضغوط داخلية و دعوات للضم
على الرغم من هذا التراجع، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية من أعضاء حكومته، خاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 إلى ضم 82% من الضفة الغربية، معتبراً أن هذه الخطوة ضرورية لمنع قيام دولة فلسطينية.
هذه الدعوات تعكس الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بين تيار متشدد يسعى لتوسيع السيطرة الإسرائيلية وآخر يحذر من تداعيات ذلك على العلاقات الدولية، خاصة مع دول مثل الإمارات التي تربطها باتفاقيات إبراهيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
الوضع الأمني في الضفة الغربية
أشارت المصادر الأمنية الإسرائيلية إلى أن الوضع في الضفة الغربية يعاني من توترات متصاعدة بسبب الأزمة الاقتصادية وغياب آفاق سياسية واضحة.
هذا التحذير يعزز قرار نتنياهو بإعادة ترتيب الأولويات، حيث يرى البعض أن التركيز على الاستقرار الأمني أصبح أكثر إلحاحاً من مناقشات الضم التي قد تؤدي إلى تصعيد الموقف.
كما أن التحذير الإماراتي يعكس قلق دول الخليج من تداعيات هذه الخطوة على الاستقرار الإقليمي والعلاقات مع إسرائيل.
قرار نتنياهو بسحب مناقشة ضم الضفة الغربية من جدول الأعمال يعكس تأثير الضغط الإماراتي والدولي، خاصة مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
التحذير الإماراتي الواضح، الذي عبرت عنه لانا نسيبة، يؤكد أن أي خطوة نحو الضم ستؤدي إلى تقويض اتفاقيات إبراهيم وتهديد مسار السلام الإقليمي.
في المقابل، تستمر الضغوط الداخلية من تيار اليمين المتشدد في إسرائيل، مما يضع نتنياهو أمام معادلة سياسية معقدة.
هذا الحدث يبرز أهمية الدبلوماسية الإقليمية في التأثير على القرارات الإسرائيلية، مع استمرار التحديات الأمنية والسياسية في الضفة الغربية.