ناصر الزفزافي : لحظات الحزن و الوحدة الوطنية في وداع والده

تيلي ناظور
في لحظة إنسانية مؤثرة، غادر ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، سجن طنجة بشكل استثنائي يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، ليتلقى التعازي في وفاة والده، أحمد الزفزافي، الذي توفي يوم الأربعاء 3 سبتمبر بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة عائلية، بل حمل دلالات وطنية عميقة، حيث ردد الزفزافي عبارته الشهيرة “نحن أبناء الوطن”، مؤكداً على وحدة المغرب وانتمائه الوطني.
وفاة أحمد الزفزافي و خروج ناصر الاستثنائي
توفي أحمد الزفزافي، والد ناصر، في مستشفى أجدير بالحسيمة بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.
أعلن طارق الزفزافي، شقيق ناصر، الخبر عبر منشور مؤثر على فيسبوك، قائلاً : “أبي الغالي الصامد عيزي أحمد في ذمة الله”.
استجابت المندوبية العامة لإدارة السجون لهذا الحدث الإنساني، فمنحت ناصر ترخيصاً استثنائياً لمغادرة السجن وحضور مراسم جنازة والده.
وصل ناصر إلى الحسيمة، حيث استقبله حشد من المواطنين قدموا له التعازي أمام مقبرة المجاهدين بأجدير، بعد صلاة الجنازة في مسجد العتيق.
“نحن أبناء الوطن”: رسالة الوحدة في زمن الحزن
خلال تلقيه التعازي، وجه ناصر الزفزافي كلمة مؤثرة للحاضرين، أكد فيها على وحدة المغرب قائلاً: “نحن كلنا أبناء الوطن بصحرائه وشماله وجنوبه وشرقه وغربه لمصلحة هذا الوطن أولاً وأخيراً”.
هذه العبارة، التي أصبحت رمزاً لخطابه السياسي، تعكس نضجه وإصراره على نبذ الانفصالية، رغم الاتهامات التي واجهها سابقا.
في هذه اللحظة الحزينة، استخدم الزفزافي المناسبة لتأكيد انتمائه الوطني، موجهاً رسالة مصالحة إلى الجميع، من أبناء الريف إلى المسؤولين.
خروج ناصر الزفزافي لحضور جنازة والده لاقى تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء مقاطع فيديو توثق لحظة وصوله إلى الحسيمة وسط حضور الدرك الملكي.
هذا الحدث أثار موجة تضامن مع عائلة الزفزافي، مع تعاطف كبير من الرأي العام، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها العائلة بسبب مرض أحمد الزفزافي وسجن ناصر.
كما أعاد فتح النقاش حول قضية معتقلي حراك الريف والحاجة إلى حوار وطني لمعالجة قضايا التهميش
لحظة تلقي ناصر الزفزافي التعازي في وفاة والده لم تكن مجرد حدث عائلي، بل مناسبة عكست عمق انتمائه الوطني و رؤيته للوحدة و الإصلاح.
عبارته “نحن أبناء الوطن” حملت رسالة قوية لتعزيز التضامن الوطني، مؤكدة أن نضاله يبقى من أجل مغرب أكثر عدلاً و وحدة.
هذا الحدث يدعو إلى التفكير في أهمية الحوار الوطني لتحقيق التنمية والمصالحة، مع إبقاء روح الأمل التي يمثلها الزفزافي حية في قلوب المغاربة.