ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الدول التي تفرض ضرائب رقمية على الشركات الأمريكية

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الإثنين 25 أغسطس 2025، عن تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية على الدول التي تفرض ضرائب رقمية على شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل غوغل (التابعة لألفابت)، فيسبوك (التابعة لميتا)، أبل، و أمازون، ما لم تقم هذه الدول بإلغاء تلك التشريعات. كما هدد بفرض قيود على تصدير التقنيات والرقائق الأمريكية إلى هذه الدول.

في منشور على منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب: “أحذر جميع الدول التي تفرض ضرائب أو تشريعات أو لوائح رقمية، بأنه إذا لم يتم إلغاء هذه الإجراءات التمييزية، فسأفرض، بصفتي رئيس الولايات المتحدة، رسومًا جمركية كبيرة على صادرات تلك الدول إلى الولايات المتحدة، إلى جانب قيود على تصدير تقنياتنا ورقائقنا المحمية ” .

و أضاف أن هذه القوانين تهدف إلى “إلحاق الضرر بالتكنولوجيا الأمريكية أو التمييز ضدها”، متهماً إياها بمنح ميزة تنافسية للشركات الصينية الكبرى.

سياق التهديدات

تأتي تصريحات ترامب في ظل تقارير من وكالة رويترز تشير إلى أن إدارته تدرس فرض عقوبات على مسؤولي الاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء المسؤولين عن تطبيق قانون الخدمات الرقمية (DSA) الخاص بالتكتل.

تُعد الضرائب الرقمية، التي تفرضها دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، مصدر توتر تجاري طويل الأمد مع الولايات المتحدة، حيث تستهدف عائدات الشركات الرقمية الكبرى، و معظمها أمريكية.

تأثير على الهند

في سياق متصل، أشار ترامب إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة، وذلك كرد على استمرار الهند في فرض ضرائب رقمية على الشركات الأمريكية، إلى جانب تجارتها مع روسيا.

و تُقدر التكلفة الاقتصادية لهذه الرسوم على الهند بحوالي 40 مليار دولار، مما يمثل ضربة كبيرة لصادراتها.

ردود الفعل

أكد الاتحاد الأوروبي، عبر المتحدثة باسمه بولا بينيو، أن قوانينه الرقمية، مثل قانون الخدمات الرقمية وقانون الأسواق الرقمية (DMA)، لن تُعدل رغم الضغوط الأمريكية.

في المملكة المتحدة، عارض زعيم الديمقراطيين الليبراليين إد ديفي أي تنازلات بشأن الضريبة الرقمية، معتبراً أن التراجع عنها سيكون استسلاماً لضغوط ترامب.

في المقابل، تخلت كندا عن خططها لفرض ضريبة رقمية في يونيو 2025 بعد تهديدات ترامب، بهدف تحسين العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.

تصعّد تهديدات ترامب التوترات التجارية مع الدول التي تفرض ضرائب رقمية، خاصة في أوروبا والهند، مما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب التجارية العالمية.

و تظل هذه السياسة جزءاً من استراتيجية ترامب للدفاع عن الشركات التكنولوجية الأمريكية، مع التركيز على حماية المصالح الاقتصادية الأمريكية.