أزمة غزة 2025 : تصاعد الغارات الإسرائيلية و تفاقم التجويع
أزمة غزة 2025 تتصاعد مع غارات إسرائيلية تودي بحياة العشرات وتفاقم أزمة التجويع. تعرف على تفاصيل القصف وتأثيره على المدنيين و الصحفيين.

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أزمة إنسانية متفاقمة في غزة
تشهد غزة، في 25 أغسطس 2025، تصعيدًا خطيرًا للغارات الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط أكثر من 20 شهيدًا وتسجيل 11 حالة وفاة جديدة بسبب التجويع وسوء التغذية خلال 24 ساعة فقط.
هذه الأحداث تسلط الضوء على كارثة إنسانية مستمرة، حيث يواجه القطاع قصفًا مكثفًا و حصارًا يمنع وصول المساعدات.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الغارات، تأثيرها على المدنيين، و تفاقم أزمة التجويع، مع تحليل موضوعي للوضع الراهن.

تفاصيل الغارات الإسرائيلية على غزة
استهداف المرافق الطبية و الصحفيين
استهدفت الغارات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب غزة، مما أسفر عن استشهاد 19 شخصًا، بينهم أربعة صحفيين : مصور الجزيرة محمد سلامة، والمصوران حسام المصري و معاذ أبو طه، والصحفية مريم أبو دقة .
و وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 244 منذ بدء التصعيد.
هذا الاستهداف يثير تساؤلات حول حماية العاملين في الإعلام خلال النزاعات، كما أكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” في تقرير سابق أهمية حماية الصحفيين بموجب القانون الدولي.
استهداف النازحين و منتظري المساعدات
لم يقتصر القصف على المرافق الطبية، بل امتد إلى خيام النازحين و تجمعات المدنيين.
في منطقة المواصي شمال غربي رفح، استشهدت سيدة وأصيب سبعة آخرون جراء قصف خيمة قرب مسجد مطر.
وفي وسط القطاع، استهدفت غارة مجموعة لتأمين المساعدات قرب معبر كيسوفيم، مما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص، بينهم طفلة.
كما أفادت مصادر طبية بإطلاق نار على منتظري المساعدات الأمريكية في شارع صلاح الدين، مما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة ستة آخرين.

قصف مدفعي و عمليات نسف
في شمال غزة، استهدفت غارات منزلًا مأهولًا قرب مستشفى الكرامة، مما أدى إلى استشهاد أب وأطفاله الثلاثة، مع إصابات ومفقودين.
كما استهدف قصف مدفعي محيط مخبز أبو إسكندر، مما أسفر عن استشهاد طفلة وإصابة آخرين.
إضافة إلى ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف باستخدام روبوتات مفخخة في مناطق الزرقة و حي الزيتون وجباليا النزلة، مصحوبة بقصف مدفعي مكثف على دوار النزلة ومقبرة الغباري.
استهداف كوادر الدفاع المدني
أفاد الدفاع المدني الفلسطيني باستشهاد أحد أعضائه وإصابة سبعة آخرين أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين في مجمع ناصر الطبي.
هذا الاستهداف يعيق جهود الإنقاذ ويزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية. وقال متحدث باسم الدفاع المدني: “نعمل في ظروف مستحيلة، والقصف يستهدف حتى من يحاول إنقاذ الأرواح.”
أزمة التجويع : كارثة تهدد الحياة
حصيلة الضحايا
أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 300 شخص، بينهم 117 طفلًا، منذ 7 أكتوبر 2023. وخلال الـ24 ساعة الماضية، سجلت الوزارة 11 حالة وفاة جديدة، بينهم طفلان.
هذه الأرقام تعكس تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.
حصار المعابر
منذ 2 مارس 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول المساعدات الإنسانية.
و على الرغم من تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود، لا تسمح إسرائيل إلا بدخول كميات محدودة لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
هذا الحصار أدى إلى مجاعة حادة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء.

تأثير الحصار على الأطفال
تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من أزمة التجويع في غزة. فقد أدى نقص التغذية إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، مما يهدد جيلًا كاملًا بالمخاطر الصحية طويلة الأمد.
حصيلة العدوان: أرقام مروعة
منذ 7 أكتوبر 2023، تسبب العدوان الإسرائيلي في استشهاد 62,686 فلسطينيًا، و إصابة 157,951 آخرين، معظمهم أطفال و نساء .
كما يُسجل أكثر من 9,000 مفقود، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين.
و تتجاهل إسرائيل دعوات المجتمع الدولي و أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية، مما يثير انتقادات دولية واسعة.
تحليل : أسباب التصعيد وتداعياته
السياق السياسي
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية دون محاسبة دولية واضحة.
وتشير تحليلات سياسية إلى أن إغلاق المعابر يهدف إلى الضغط على السكان المدنيين لتحقيق أهداف سياسية.
التداعيات الإنسانية
إضافة إلى الخسائر البشرية، يعاني القطاع من تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.
و يعيق الحصار إعادة الإعمار، مما يطيل أمد الأزمة. على سبيل المثال، تسبب تدمير المرافق الطبية في انهيار النظام الصحي، مما يزيد من معاناة المرضى.
دعوة لتحرك دولي عاجل
تواجه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يتفاقم الدمار و التجويع وسط صمت دولي.
هناك حاجة ملحة لتدخل دولي فوري لوقف الغارات، فتح المعابر، و توصيل المساعدات الإنسانية.
و من الضروري محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي لحماية المدنيين.
هل يمكن للمجتمع الدولي التحرك قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر ؟