عروض واعلانات
اقتصاد

انهيار أسواق التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي : خسارة تريليون دولار في أربع جلسات

شهدت أسواق المال العالمية هزة قوية خلال أربع جلسات فقط، حيث تبخر أكثر من تريليون دولار من قيمة أسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما دفع مؤشرات وول ستريت نحو أسوأ أداء أسبوعي منذ خمسة أشهر.

سرعة الانهيار أثارت الصدمة، مع خسائر فادحة لعمالقة مثل إنفيديا ومايكروسوفت وبلانتير، مما فتح نقاشات حول تكرار فقاعة الإنترنت من مطلع الألفية.

نزيف الأرقام : خسائر تاريخية

خسرت إنفيديا 200 مليار دولار من قيمتها في ثلاث جلسات، بينما تبخر 102 مليار دولار من أسهم مايكروسوفت منذ بداية الأسبوع، مما أضعف مكانتها كعمود رئيسي في وول ستريت.

بلانتير خسرت 50 مليار دولار في نفس الفترة.

ومجتمعة، بلغت خسائر التسع الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي أكثر من 600 مليار دولار، مما يكشف هشاشة التقييمات أمام التصحيحات الحادة.

رسوم ترامب تثير زلزال اقتصادي

جاءت هذه الخسائر في وقت يتصاعد فيه الحديث عن تقييمات مبالغ فيها لشركات الذكاء الاصطناعي، رغم الإنفاق الضخم على التطوير مقابل عوائد متواضعة.

المستثمرون يتساءلون عما إذا كانت الأسواق تتجه نحو فقاعة جديدة تشبه انهيار الإنترنت عام 2000.

تزامن الانهيار مع توتر سياسي، حيث طالب الرئيس دونالد ترامب باستقالة عضوة الفيدرالي ليزا كوك بتهم تزوير وثائق، مما أثار مخاوف حول استقلالية السياسة النقدية.

جاكسون هول : انتظار خطاب باول

كل الأنظار تتجه إلى مؤتمر جاكسون هول، حيث سيلقي رئيس الفيدرالي جيروم باول خطابًا متوقعًا.

مع توقعات بزيادة 80% لخفض الفائدة بنسبة 25 نقطة في سبتمبر، يأمل المستثمرون في إشارات واضحة.

لكن محللون يتوقعون أن يتبنى باول نهج “الانتظار والترقب”، مما قد يزيد التقلبات إذا خيب آمال السوق.

تحليل براون : استراحة و ليست انهيار

مايكل براون، كبير استراتيجيي بيبرستون، رأى أن التراجع “استراحة مؤقتة” وليس انهيارًا مستدامًا.

وأشار إلى أن نتائج إنفيديا القادمة قد تعزز ثقة المستثمرين، معتبرًا الفترة فرصة شراء.

لكنه حذر من مخاطر الرسوم الجمركية (10-15%) على التضخم، مما قد يؤثر على النمو إذا ارتفعت الأسعار.

الفيدرالي بين المخاطر و التحدي

براون أكد أن الفيدرالي يركز على مخاطر التضخم أكثر من سوق العمل، مما يجعله مترددًا في خفض الفائدة قبل ديسمبر إلا بانباء جديدة.

التوتر مع ترامب يطرح تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي، مما قد يهدد ثقة الأسواق.

الذكاء الاصطناعي : ثورة أم فقاعة ؟

الخسائر تثير تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.

التاريخ يشير إلى أن انهيار فقاعة الإنترنت لم يوقف تقدم التكنولوجيا.

نتائج إنفيديا القادمة قد تحدد إن كان التراجع تصحيحًا قصيرًا أو بداية انفجار فقاعة.

سيناريوهات مستقبلية

يمكن أن تتجه الأسواق نحو تصحيح قصير يعقبه صعود إذا نجحت نتائج إنفيديا وخطاب جيروم باول في تهدئة المستثمرين، أو قد تشهد هبوطًا ممتدًا في حال خيب باول التوقعات أو أظهرت الشركات فجوة كبيرة بين الإنفاق والعوائد.

كذلك، هناك احتمال لمرحلة ضبابية طويلة تستمر فيها التقلبات بانتظار توضيح السياسات النقدية والعوائد الحقيقية للذكاء الاصطناعي.

رسوم ترامب و إعادة رسم الاقتصاد العالمي

الدكتور محمد أنيس أشار إلى أن رسوم ترامب كسرت قواعد منظمة التجارة العالمية، مما فتح باب الحماية التجارية.

قد تنعكس الرسوم بخفض أسعار السلع في الشرق الأوسط بسبب فائض الصين، بينما تدفع رؤوس الأموال نحو أسواق مثل الهند و المغرب، مما يعيد تشكيل خريطة الاستثمار العالمي.

بين الطموح والمخاطر

التريليون الذي تبخر هو جرس إنذار، لكنه ليس نهاية الثورة التكنولوجية.

الأيام المقبلة، مع خطاب باول ونتائج إنفيديا، ستوضح إن كان الوضع عاصفة عابرة أم انفجار فقاعة.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button