مداهمة FBI لمنزل جون بولتون : وثائق سرية و مواقف معادية للمغرب في قضية الصحراء

تيلي ناظور
في صباح الجمعة، عند الساعة السابعة، اقتحم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) منزل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في بيثيسدا، ماريلاند، بالقرب من واشنطن العاصمة.
جاءت هذه المداهمة ضمن تحقيق مستمر حول التعامل مع وثائق سرية، بأمر من مدير الـFBI، كاش باتيل.
بدأ التحقيق قبل سنوات، لكنه توقف خلال إدارة بايدن لأسباب وصفها مسؤول أمريكي كبير بـ”السياسية”.
يتركز التحقيق حول اتهامات بإدراج بولتون معلومات سرية في كتابه الصادر عام 2020، “الغرفة التي حدث فيها الأمر”.
حاول ترامب منع نشر الكتاب، مدعيًا أنه يحتوي على “أسرار وطنية” وينتهك اتفاقية عدم الإفشاء التي وقّعها بولتون، لكن جهوده باءت بالفشل.
وكانت وزارة العدل قد فتحت تحقيقًا بشأن الكتاب في سبتمبر 2020 خلال ولاية ترامب الأولى.
ومنذ تركه منصب مستشار الأمن القومي، أصبح بولتون منتقدًا صريحًا لترامب، حيث يظهر بانتظام على القنوات الإخبارية لانتقاد سياساته في الأمن القومي والشؤون الخارجية.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تصريح باتيل بأن مدير الـFBI السابق، جيمس كومي، سمح بتسريب وثائق سرية مع تضليل الكونغرس قبل انتخابات 2016.
موقف بولتون المعادي للمغرب في قضية الصحراء
يُعتبر جون بولتون من الشخصيات الدولية البارزة التي عارضت مصالح المغرب في قضية الصحراء. خلال مسيرته، دعم بقوة مقترحات انفصالية تهدف إلى تقويض حقوق المغرب في أقاليمه الجنوبية.
خلال فترة عمله كمستشار للأمن القومي، سعى إلى تقليص ولاية بعثة المينورسو في الصحراء من سنة إلى ستة أشهر في عامي 2018 و2019، في خطوة اعتُبرت محاولة للضغط على المغرب وأطراف النزاع لإجراء مفاوضات تحت ضغط زمني.
واصل بولتون الضغط لإبقاء قضية الصحراء على طاولة مجلس الأمن، في محاولة لدعم أجندته السياسية التي تتعارض مع الموقف المغربي.
جذور العداء : خطة بيكر 2003
تعود مواقف بولتون المعادية للمغرب إلى فترة عمله كمساعد خاص للمبعوث الأمريكي للصحراء، جيمس بيكر.
خلال هذه الفترة، دعم بقوة خطة بيكر الثانية التي تجاهلت مصالح المغرب وسعت لفرض حل تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
نجح المغرب، عبر دبلوماسيته النشطة، في إحباط هذا المخطط، مضمونًا بقاء النزاع تحت البند السادس الذي يركز على الحلول السلمية والتفاوضية.