ثورة في نظام الولوج إلى الماستر بالمغرب : إلغاء المباريات و تعزيز الشفافية
في خطوة جريئة تهدف إلى مكافحة الفضائح المتكررة في بعض الجامعات المغربية، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن إلغاء المباريات الكتابية والشفوية للالتحاق بسلك الماستر، مع الاعتماد الكامل على نظام الانتقاء بناءً على النقاط والمعدلات الدراسية.
هذا التغيير، الذي أكده الدكتور عمر الشرقاوي، أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق بالمحمدية، يأتي ضمن دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية الجديد لسلك الماستر، الذي نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 14 أغسطس الجاري.
وفقاً للشرقاوي، يركز هذا الإصلاح على تعزيز الشفافية وتقليص فرص التدخلات المباشرة من قبل الأساتذة في عملية الانتقاء، التي كانت مصدراً للعديد من الشكاوى والفضائح في بعض الكليات.
وسيتم تعيين العمداء أو من ينوب عنهم كرؤساء للجان الانتقاء، مما يضمن حيادية القرارات ويغلق الباب أمام أي علاقات مباشرة بين المترشحين والأساتذة.
كما أبرز الشرقاوي أن الضوابط الجديدة ستزيد من عدد المقبولين في برامج الماستر، مقترباً من هدف الوزير الذي أعلنه في البرلمان بتبني نظام الولوج المفتوح.
ومع ذلك، سيتم الحفاظ على الالتحاق المجاني للطلبة، بينما يُطلب من الموظفين دفع رسوم في إطار تجربة “الزمن الميسر”، التي سيتم تعميمها على جميع الكليات.
أما آلية الانتقاء، فتشمل تشكيل لجنة تضم رئيس المؤسسة أو نائبه كرئيس، ورئيس الشعبة المعنية، والمنسق البيداغوجي للمسلك، بالإضافة إلى أعضاء إضافيين يعينهم رئيس المؤسسة إذا لزم الأمر.
تقوم اللجنة بإعداد محضر رسمي يحدد لائحة المقبولين ولائحة الانتظار، ويوقع عليه جميع الأعضاء، ثم يُرسل إلى رئيس الجامعة ورئيس المؤسسة لنشر النتائج النهائية.
هذا الإصلاح يمثل نقلة نوعية نحو نظام تعليمي أكثر عدلاً وكفاءة، مما يعزز الثقة في المؤسسات التعليمية المغربية.
