عروض واعلانات
مجتمع

تقرير حقوقي يقترح برنامج الهجرة الآمنة و تأشيرات موسمية للشباب

تيلي ناظور

الهجرة السرية.. بين الحق في المغادرة و الحق في الحياة

بمناسبة اليوم العالمي للشباب (12 غشت)، أصدرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان تقريراً حول وضعية الشباب بالمغرب، خصص أحد فصوله لظاهرة الهجرة غير النظامية.

وأكد التقرير أن “الحريك” أصبح ظاهرة اجتماعية متفاقمة بين الشباب المغربي، مدفوعة بعوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية، تعكس شعوراً بالإحباط واليأس من فرص مستقبلية أفضل داخل الوطن.

برنامج الهجرة الآمنة كبديل واقعي

في خطوة اعتبرها التقرير جريئة، اقترح إطلاق ما سماه “برنامج الهجرة الآمنة” من خلال منح تأشيرات موسمية للشباب الراغبين في العمل بالخارج.

ويرى التقرير أن هذه المبادرة ستوفر قنوات قانونية للهجرة وتحد من المخاطر القاتلة المرتبطة بالهجرة غير النظامية، مما يفتح للشباب آفاقاً عملية دون المغامرة بحياتهم.

مقترحات لتعزيز بدائل الهجرة

التقرير أوصى بإعداد مؤشر سنوي للهجرة غير النظامية ينشره البرلمان لتقييم السياسات العمومية وتعزيز الشفافية.

كما دعا إلى توسيع صناديق المواطنة لدعم المقاولات الشبابية في مناطق النزوح ابتداء من قانون مالية 2026، وإحداث مراكز استماع وتوجيه للشباب في القرى والمدن المتضررة.


وأشار كذلك إلى أهمية إطلاق برامج تكوين مهني متقدمة مرتبطة بسوق الشغل الأوروبي والإفريقي، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة مثل الفلاحة والاقتصاد الأزرق والاقتصاد الأخضر، مع تنظيم حملات وطنية للتوعية بمخاطر “الحريك” وإبراز البدائل الممكنة.

اتفاقيات دولية و مجتمع مدني فاعل

التقرير دعا إلى تعزيز الاتفاقيات الثنائية مع دول الاستقبال، خاصة في القطاعات التي تعاني خصاصاً في اليد العاملة، بما يسهل الهجرة المنظمة.

كما شدد على ضرورة تمكين المجتمع المدني المحلي من تمويلات مرنة لتنفيذ مشاريع شبابية ومبادرات تشغيلية في المناطق الأكثر تصديراً للهجرة.


ولتعزيز الوعي المجتمعي، أوصى التقرير بإدماج موضوع الهجرة وحقوق الإنسان في المناهج التعليمية والإعلام العمومي، حتى يترسخ لدى الأجيال الجديدة إدراك مبكر لمخاطر الهجرة غير النظامية.

أرقام صادمة و واقع مأساوي

الأرقام التي تضمنها التقرير تكشف حجم الظاهرة واتساع تداعياتها. ففي سنة 2023، أحبطت السلطات المغربية أكثر من 75 ألف محاولة هجرة غير شرعية، لترتفع إلى 78 ألف و685 محاولة سنة 2024، أي بزيادة 4.6% وفق معطيات وزارة الداخلية.


الأكثر إيلاماً هو الجانب الإنساني، حيث سجلت المنظمة الدولية للهجرة قرابة 2000 وفاة أو اختفاء في مضيق جبل طارق والمحيط الأطلسي خلال السنة الماضية، 78% منهم شباب دون الثلاثين، لتغرق مع كل واحد منهم قصة حلم ضائع ومستقبل مجهول.

الحاجة إلى مقاربة شمولية

خلص التقرير إلى أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي، رغم دورها في إحباط محاولات الهجرة، إذ تبقى عاجزة عن معالجة الأسباب الجذرية المرتبطة بالبطالة، والإقصاء الاجتماعي، وفقدان الأمل.

ودعا إلى اعتماد سياسة شمولية تزاوج بين الأمن والتنمية وتفتح أمام الشباب المغربي فرصاً واقعية داخل الوطن، أو مسارات قانونية ومنظمة للهجرة تضمن لهم حياة كريمة وآمنة.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button