اللغة الأمازيغية في الجامعات المغربية : بين الدسترة و الواقع المحدود للتدريس

تيلي ناظور : نوال أموسى

رغم مرور أكثر من 14 سنة على دسترة اللغة الأمازيغية ودخول القانون التنظيمي رقم 26.16 حيز التنفيذ، لا تزال دراسة هذه اللغة بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح محدودة، إذ يقتصر تدريسها على عدد محدود من الكليات دون وجود مبادرات واضحة لفتح شعب خاصة بها في باقي الجامعات.

وبحسب الخريطة الخاصة بالموسم الجامعي 2025-2026، فإن الدراسات الأمازيغية متاحة للطلبة الجدد في كليات الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة وجدة، الدار البيضاء، أكادير، وفاس، بالإضافة إلى الكلية متعددة التخصصات بالناظور، مع الالتزام بجداول خاصة بكل كلية.

ومع ذلك، يظل تخصص الدراسات الأمازيغية محصورًا في هذه الجامعات فقط، في حين أن العديد من الجامعات الكبرى مثل جامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال لا توفر شعبة خاصة بها، ما يحد من انتشار هذا التخصص ويجعل الإقبال عليه محدودًا.

على الجانب الآخر، تحضر الدراسات الأمازيغية كتخصص مستقل في المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، مثل المدرسة العليا للأساتذة بالرباط والمدارس العليا للتربية والتكوين ببني ملال والقنيطرة وأكادير وبرشيد ووجدة، مع توفير 1095 مقعدًا للموسم الجامعي المقبل.

ويبقى التحدي قائمًا أمام الجامعات المغربية لتوسيع عرض اللغة الأمازيغية، بحيث تصبح متاحة للطلبة في جميع أنحاء المملكة، بعيدًا عن الحصر في عدد محدود من الكليات، لتتواكب بذلك مع الدسترة الرسمية للغة وتطلعات الطلاب المهتمين بها.