تركيا وسوريا.. شراكة جديدة في قلب الشرق الأوسط

تيلي ناظور : متابعة

أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بعد زيارته الأخيرة إلى دمشق، عن رغبة تركيا وسوريا في تعميق علاقاتهما الثنائية، مشيدًا بالجهود التي تبذلها سوريا منذ التغيرات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وفي هذا الإطار، التقى فيدان بالرئيس السوري أحمد الشرع، حيث ناقشا قضايا حيوية مثل التجارة والاستثمار والنقل والطاقة، مؤكّدين عزمهما على تعزيز التعاون في جميع المجالات تحت قيادة رئيسي البلدين.

وبالإضافة إلى ذلك، تناول الجانبان العمليات الإسرائيلية في سوريا، حيث وصف فيدان سياسة تل أبيب بأنها تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، مشددًا على أن إحباط هذه السياسات “مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي”.

كما أوضح الوزير التركي أن الحكومة السورية تواجه تحديات كبيرة لجعل البلاد أكثر أمانًا واستقرارًا وازدهارًا، مشيرًا إلى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الأوروبية للحكومة السورية.

ومن جهته، أعرب الباحث سركيس قصارجيان عن أن زيارة فيدان تأتي في توقيت حساس، مرتبط باتفاقيات اقتصادية مهمة وتطورات سياسية ميدانية، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ومناطق أخرى شمال البلاد.

كما تشير التحركات الأخيرة إلى تنسيق متزايد بين أنقرة ودمشق على المستوى السياسي والعسكري، وهو ما يعكس تحولًا في المشهد السوري نحو تعزيز التعاون رغم السنوات العديدة من التوترات والصراعات.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا كانت من الداعمين الأساسيين للمعارضة السورية منذ عام 2011، وشنت عدة عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية بين 2016 و2019، لكن المشهد اليوم يتجه نحو شراكة جديدة تركز على إعادة الإعمار والاستقرار.

في النهاية، تحمل هذه التطورات مؤشرات مهمة على بداية فصل جديد في العلاقات السورية التركية، قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل المنطقة بأسرها.