نتنياهو يخطط للسيطرة على غزة : خطة مثيرة للجدل تثير انقسامات داخلية و دولية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، عن نية إسرائيل السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، مؤكدًا أن الهدف ليس الحكم بل إقامة “محيط أمني” يضمن أمن إسرائيل.

وقال نتنياهو: “نعتزم ذلك. لا نريد الاحتفاظ بغزة أو حكمها، بل تسليمها لقوات عربية تديرها بشكل صحيح، دون تهديد لنا، وتوفر حياة كريمة لسكان القطاع”.
وأشار إلى أن تحقيق هذه الخطة مستحيل في ظل استمرار سيطرة “حماس”.
خطة تدريجية مثيرة للجدل
خلال اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر يوم الخميس 7 أغسطس 2025، قدم نتنياهو خطة وُصفت بـ”التدريجية” للسيطرة على غزة، تشمل تهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، تطويق المدينة،
ثم تنفيذ عمليات توغل في مناطق لم يدخلها الجيش سابقًا، مثل معسكرات “حماس” ومراكز التجمعات السكنية.
تقدر التقارير أن السيطرة الكاملة قد تستغرق ستة أشهر، مع سيطرة إسرائيل حاليًا على نحو 75% من القطاع المدمر جراء الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا.
معارضة داخلية و تحذيرات عسكرية
أثار هذا الطرح انقسامات حادة داخل إسرائيل.
حذر رئيس الأركان إيال زامير من أن السيطرة الكاملة ستُحاصر الجيش وتُعرض حياة الرهائن للخطر، مؤكدًا أن الجيش يعاني من الإنهاك والاستنزاف.

وأعرب زامير عن التزامه بالتعبير عن موقفه “دون خوف”، مشددًا على أن الأولوية هي هزيمة “حماس” و إعادة الرهائن.
من جهته، دعا زعيم حزب “شاس” أرييه درعي إلى الاستماع لتحذيرات الجيش، معتبرًا أن الخطة تُسبب ضررًا سياسيًا وتُهدد الأسرى.
في المقابل، يصر وزراء اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير، على احتلال كامل القطاع.
انتقادات دولية و إنسانية
تأتي هذه الخطة وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، مع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة. أفادت وزارة الصحة في القطاع بمقتل 138 شخصًا خلال 24 ساعة، وهي أعلى حصيلة منذ أسابيع.
كما اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل بشن “حرب تجويع وإبادة جماعية”. و
مع نزوح أكثر من مليوني نسمة وتفاقم المجاعة، أثارت الخطة مخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية.
مستقبل غامض
تظل خطة نتنياهو مثيرة للجدل، مع غياب تفاصيل واضحة حول “القوات العربية” التي ستتولى إدارة القطاع، وتزايد الانقسامات بين القيادة السياسية و العسكرية.
فيما يرى المحللون أن نتنياهو يسعى لفرض واقع جديد لتعزيز موقفه السياسي داخليًا، على حساب احتمالات تصعيد عسكري وخسائر إنسانية هائلة.