عروض واعلانات
فن و ثقافة

شواطئ الشعر … حين يعانق الشعر رمال أكلو و يُحيي ذاكرة الكلمات

تيلي ناظور : متابعة

بأمواج من الكلمات وألحان تراثية دافئة، أسدل الستار على الدورة السادسة من تظاهرة “شواطئ الشعر” التي احتضنها شاطئ أكلو بمدينة تيزنيت أيام 1 إلى 3 غشت، في تجربة فنية وثقافية فريدة من نوعها جمعت بين سحر البحر و دفئ القصائد.

في خيمة الورشات، وعلى امتداد الأيام الثلاثة، عاش الأطفال واليافعون تجربة مميزة من خلال ورشات “الشعر الممسرح والإلقاء و التحسيس بالقراءة”، تحت إشراف الفنانة نزهة الجعيدي، التي أخرجت لوحة شعرية مسرحية أبدع في تقديمها المشاركون، حاملة رسالة حب للوطن وللكلمة.

كما أقيمت مكتبة شاطئية مفتوحة للجميع، تضم مؤلفات شعرية ونقدية، ومجلات أدبية مثل “القوافي” و”الشارقة الثقافية”، إلى جانب فضاء للتشكيل، مما حول الشاطئ إلى معرض مفتوح للفن والفكر.

وأمسية الختام كانت احتفالية بامتياز، تخللتها قراءات شعرية لثلة من الشعراء، من بينهم زهرة ديكر، فريد زلحوط، وعبدالرحمان آيت باها، الذين أمتعوا الحضور بنصوص شعرية باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، وسط تفاعل الجمهور.

وأُنجزت منحوتة رملية رمزية على شاطئ أكلو، في عمل مشترك بين المشاركين والفنانة الجعيدي، فيما أحيت فرقة أحواش تيزنيت السهرة الختامية بأهازيجها الأصيلة، في جو احتفالي أدارته الإعلامية عائشة ادعلاو.

كما أن التظاهرة كرّمت هذه السنة الأستاذ جامع بنيدير، الباحث والفاعل الجمعوي، اعترافًا بإسهاماته في توثيق الذاكرة المحلية، وتقديرًا لعطاءاته العلمية والثقافية، ضمن سعي دار الشعر بمراكش لترسيخ ثقافة الاعتراف.

وتخللت الفعاليات جلسات فكرية ضمن فقرة “تجارب شعرية ونقدية”، حول موضوع “التعدد اللساني والشعر”، بمداخلات لباحثين وشعراء مثل عياد ألحيان، خديجة الكجضى، وجامع بنيدير، ناقشوا من خلالها علاقة الشعر باللغات، وانعكاسها على الهوية الثقافية المغربية.

ولأن الشعر لا يُختزل في أمسية، تواصلت الفعاليات يوم السبت 2 غشت بأمسية أخرى شارك فيها شعراء من طينة محمد واكرار، أمينة إيقيس، وحسان بنعطار، الذين تنقلوا بالحضور بين عوالم الحداثة الشعرية، وزجل الحياة اليومية، على أنغام الآلات الموسيقية التقليدية لعادل كاشينا ومحمد بلمقدم.

“شواطئ الشعر” ليست مجرد مهرجان، بل سفر ثقافي واجتماعي بين أمواج الشعر ورمال الذاكرة، يهدف إلى جعل الكلمة قريبة من الناس، وفي قلب الفضاءات العمومية.

إنها مبادرة من دار الشعر بمراكش بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة، تتجدد كل صيف، لتؤكد أن للشعر مكان في الهواء الطلق، على الشاطئ، وفي القلوب.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي وفق سياسة الموقع.