كريسترسون يثير الجدل باستخدام الذكاء الاصطناعي في الحكم

يجد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، نفسه في قلب نقاش ساخن بعد كشفه عن اعتماده المنتظ
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
يواجه رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، موجة انتقادات متزايدة بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول اعتماده المنتظم على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي” و”ليشات” الفرنسية، للحصول على “رأي ثانٍ” في قراراته الحكومية.
وفي حوار مع صحيفة “داغنز إنداستري”، أوضح كريسترسون، زعيم حزب المحافظين وقائد الائتلاف الحاكم من يمين الوسط، أن هذه الأدوات تُستخدم من قبله وبعض زملائه في الحكومة لدعم مهامهم اليومية.
مخاوف الخبراء من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
أثارت هذه التصريحات قلقًا واسعًا بين خبراء التكنولوجيا، حيث حذرت البروفيسورة فيرجينيا ديغنوم، أستاذة الذكاء الاصطناعي المسؤول في جامعة أوميو، من محدودية هذه الأدوات.
وأكدت في تصريحات لصحيفة “داغنز نيهتر” أن الذكاء الاصطناعي لا يقدم آراء سياسية مستقلة، بل يعكس تحيزات وبيانات صانعيه، مشيرة إلى أن “الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، حتى في المهام البسيطة، قد يؤدي إلى الثقة العمياء بالنظام، وهو منحدر زلق”.

وأضافت: “لم يصوت الشعب لشات جي بي تي ليقرر مصير البلاد”.
دفاع الحكومة وتبرير الاستخدام
ردًا على هذه الانتقادات، أوضح توم سامويلسون، المتحدث باسم رئيس الوزراء، أن استخدام كريسترسون للذكاء الاصطناعي يقتصر على الأغراض العامة ولا يشمل معلومات أمنية حساسة، مؤكدًا أن النهج يتم بحذر ومسؤولية.
ومع ذلك، فإن هذه التوضيحات لم تهدئ من روع النقاد، الذين يطالبون بوضع إطار تنظيمي واضح لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحوكمة، لضمان الشفافية وتجنب المخاطر المحتملة.
جدل أوسع حول الذكاء الاصطناعي في السياسة
يفتح هذا الجدل نقاشًا أعمق حول دور الذكاء الاصطناعي في صنع القرار السياسي، حيث يرى البعض أن هذه الأدوات يمكن أن تكون مساعدة في تحليل البيانات، بينما يحذر آخرون من الاعتماد عليها في قضايا تتطلب الحكم البشري والمسؤولية الأخلاقية.
مع استمرار التطور التكنولوجي، يبقى السؤال: كيف يمكن تحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وضمان بقاء القرار البشري في صميم الحوكمة؟