“صدمته سيارة.. فصمت كرسي الأحلام إلى الأبد!”

تيلي ناظور : متابعة

في مشهد مأساوي اهتزت له مشاعر سكان إقليم الناظور، لقي الطفل “آدم”، البالغ من العمر 15 سنة، مصرعه مساء الثلاثاء، إثر حادثة سير مروعة على مستوى طريق “فابريكا” ضواحي مدينة العروي، بعدما صدمته سيارة كانت تسير بسرعة مفرطة، لتنطفئ بذلك شمعة أمل كانت تضيء وسط العتمة.

والضحية ينحدر من جماعة بني وكيل أولاد محند، ويعيش في أسرة تعاني من ظروف اجتماعية صعبة. عانى منذ سنوات من إعاقة حركية نتيجة خطأ طبي ـ حسب روايات محلية متداولة ـ ما اضطره إلى استخدام كرسي متحرك في تنقلاته. إلا أن حالته الصحية لم تُثنه عن مواصلة مسيرته الدراسية، بل كان يُعرف بين أقرانه في المدرسة بإصراره الكبير على التميز والتفوق، رغم التحديات.

الكرسي المتحرك الذي حصل عليه من أحد المحسنين، كان بالنسبة له أكثر من مجرد وسيلة تنقل؛ بل أصبح رمزًا للإرادة والتحدي، ومنفذه الوحيد نحو المستقبل. وبفضل دعم أسرته وإرادته الصلبة، استطاع أن يكون من التلاميذ المميزين داخل المؤسسة التعليمية التي كان يتابع بها دراسته.

غير أن حلمه لم يكتمل. فقد باغتته السيارة المسرعة لتُنهي مشواره القصير، وتخلف وراءها حزنًا عميقًا في نفوس كل من عرفه، من أفراد أسرته، وزملائه، وأطر المؤسسة التعليمية، الذين عبّروا عن صدمتهم الكبيرة من هذا الفقدان الأليم.

وقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقًا في الحادثة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المتسبب في هذه الفاجعة.

رحم الله الطفل آدم، وألهم أسرته الصبر والسلوان. فقد رحل جسده، لكن قصته ستبقى شاهدًا على إرادة طفل قهر المستحيل في صمت.