تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أسبوع

تيلي ناظور : متابعة
شهدت أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً يوم الإثنين، لتصل إلى أدنى مستوياتها في أسبوع، بعد إعلان تحالف أوبك+ عن زيادة كبيرة في إنتاج النفط لشهر سبتمبر 2025. هذا القرار، إلى جانب بيانات أمريكية تشير إلى ضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، أثار مخاوف من فائض في المعروض، مما ضغط على الأسعار.
تفاصيل الانخفاض
- خام برنت: تراجع بمقدار 91 سنتاً، أو بنسبة 1.3%، ليغلق عند 68.76 دولاراً للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: انخفض بمقدار 1.04 دولار، أو بنسبة 1.5%، ليصل إلى 66.29 دولاراً للبرميل.
- يأتي هذا الانخفاض بعد تراجع بنحو 3% يوم الجمعة السابق، حيث أغلق العقدان عند أدنى مستوياتهما الأسبوعية.
أسباب التراجع
أعلن تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها، يوم الأحد، عن زيادة إنتاجية بمقدار 547 ألف برميل يومياً في سبتمبر، كجزء من استراتيجية لاستعادة الحصة السوقية.
هذه الزيادة، التي تتماشى مع توقعات السوق، أنهت فعلياً معظم التخفيضات الطوعية السابقة التي قادتها السعودية وروسيا في 2023.

ومع ذلك، أثارت هذه الخطوة مخاوف من تخمة في المعروض، خاصة في ظل:
- ضعف الطلب الأمريكي: بيانات حديثة أظهرت تباطؤ الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، مما زاد من الضغوط على الأسعار.
- التوترات الجيوسياسية: تزايد الحذر بين المتداولين بشأن احتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا وإيران، مما قد يؤثر على الإمدادات العالمية.
- انخفاض المخزونات العالمية: رغم انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 1.46 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير 2025، فإن هذا لم يكن كافياً لتخفيف المخاوف من فائض المعروض.
توقعات المحللين
- بنك جولدمان ساكس: أبقى على توقعاته لسعر خام برنت عند متوسط 64 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من 2025، مع توقع انخفاض إلى 56 دولاراً في 2026.
- حليمة كروفت، المحللة في آر.بي.سي كابيتال ماركتس: أشارت إلى أن السوق بدت قادرة على استيعاب الإمدادات الإضافية خلال الصيف، لكن التوقعات طويلة الأمد تشير إلى ضغوط مستمرة بسبب نمو المعروض من خارج أوبك+.
- نيل كروسبي، محلل في سبارتا كوموديتيز: أشار إلى أن تحركات السوق الحالية قد shesددت احتمالات فائض معروض مستمر، خاصة مع إغلاق نافذة فرص شحن النفط من أوروبا والولايات المتحدة إلى آسيا.
تأثيرات إضافية
- العقوبات الأمريكية: إلغاء إدارة ترامب لترخيص شركة شيفرون للعمل في فنزويلا منذ 2022 يهدد إمدادات 200 ألف برميل يومياً، مما قد يحد من تأثير زيادة إنتاج أوبك+.
- التوترات التجارية: الرسوم الجمركية الأمريكية والردود الانتقامية من دول أخرى عززت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما يؤثر سلباً على الطلب على النفط.
توقعات السوق
رغم الزيادة الحالية في الإنتاج، يتوقع بعض المحللين أن يحتفظ تحالف أوبك+ بمستويات إنتاج مستقرة بعد سبتمبر 2025، نظراً لمحدودية الطلب العالمي والنمو في الإمدادات من دول خارج التحالف.
ومع ذلك، فإن التوقعات تشير إلى استمرار تقلبات السوق مع ترقب بيانات المخزونات الأمريكية الرسمية والتطورات الجيوسياسية.
يواجه سوق النفط تحديات معقدة مع قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج وسط مخاوف من فائض المعروض وضعف الطلب.
بينما تسعى الدول المنتجة لاستعادة حصتها السوقية، فإن التوازن بين العرض والطلب سيظل المحرك الرئيسي للأسعار في الأشهر القادمة.
تابعوا معنا للحصول على آخر التحديثات حول أسواق النفط العالمية !