نفي إسباني : لا سحب للعلم الوطني من جزيرتي الحسيمة

تيلي ناظور : متابعة
تداولت وسائل إعلام مؤخرًا أنباءً عن قيام السلطات الإسبانية بسحب العلم الوطني من جزيرتي الحسيمة الواقعتين قبالة السواحل المغربية، مما أثار جدلًا واسعًا حول دلالات هذه الخطوة المزعومة.
لكن وزارة الدفاع الإسبانية خرجت ببيان رسمي تنفي فيه هذه الادعاءات، مؤكدة استقرار الوضع الرمزي والقانوني للجزيرتين.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا النفي، خلفيات القضية، وأهمية هذه المناطق من الناحية السياسية والتاريخية.
نفي الادعاءات وتوضيح الوضع
في تصريح رسمي لموقع Newtral.es، نفت وزارة الدفاع الإسبانية بشكل قاطع ما تم تداوله حول إزالة العلم الإسباني من الجزيرتين الواقعتين ضمن أرخبيل الحسيمة.
وأكدت الوزارة أن هذه الأنباء “غير صحيحة”، مشيرة إلى أن العلم الإسباني لم يُرفع على سارية قماشية أو معدنية تقليدية في هذه المناطق منذ أكثر من عقدين.
بدلاً من ذلك، تعتمد إسبانيا على هياكل معدنية مدهونة بألوان العلم الوطني (الأحمر والأصفر) مرفوعة على منصات إسمنتية كرمز للسيادة.

وأوضحت الوزارة أن هذه الهياكل تتعرض للتآكل بسبب العوامل المناخية والبحرية، مثل الرياح والأملاح، بالإضافة إلى تأثير الحيوانات البرية، مما قد يؤدي إلى بهتان الألوان مؤقتًا.
ومع ذلك، شددت على أن هذا لا يعني إزالة الرموز الوطنية أو التخلي عن السيادة، مؤكدة أن “لا تغيير في الوضع القانوني أو الرمزي للجزيرتين”.
خلفية القضية
الجزيرتان المذكورتان هما جزء من أرخبيل الحسيمة، الذي يشمل أيضًا “صخرة الحسيمة” التي تحتضن حامية عسكرية إسبانية.
تقع هذه المناطق على بعد حوالي 50 مترًا فقط من الساحل المغربي، وتخضع للسيادة الإسبانية منذ عام 1673. تُدار هذه الجزر حاليًا من قبل القيادة العسكرية العامة في مدينة مليلية المحتلة.
في السنوات الأخيرة، أثارت هذه المناطق جدلًا دبلوماسيًا بين المغرب وإسبانيا، خاصة بعد أزمة عام 2002 عندما احتلت قوات مغربية إحدى الجزر مؤقتًا قبل أن تستعيدها إسبانيا.
وتُعتبر هذه المناطق رمزًا حساسًا في العلاقات بين البلدين، حيث يطالب المغرب باستعادة سيادته عليها، بينما تتمسك إسبانيا بوضعها القانوني الحالي.
الادعاءات المتداولة
نقلت تقارير إعلامية إسبانية عن وسائل إعلام مغربية أنباءً تفيد بأن إسبانيا قامت بخطوة “غير معلنة” تمثلت في إزالة علمها من الجزيرتين بعد أكثر من 20 عامًا من رفعه.
واعتبرت هذه التقارير أن هذه الخطوة قد تشير إلى تراجع إسباني مفاجئ، مما أثار تكهنات حول تبعات دبلوماسية محتملة. لكن نفي وزارة الدفاع الإسبانية وضع حدًا لهذه التكهنات، مؤكدة أن الوضع لم يتغير.
أهمية الجزيرتين
تكتسي الجزيرتان أهمية رمزية وسياسية كبيرة بالنسبة لإسبانيا، التي تعتبرهما جزءًا من أراضيها السيادية. في المقابل، يرى المغرب أن هذه المناطق جزء لا يتجزأ من أراضيه، خاصة نظرًا لقربها الجغرافي من سواحله.
هذا التوتر يعكس تعقيدات العلاقات بين البلدين، التي شهدت تحسنًا في السنوات الأخيرة ولكنها لا تزال تواجه تحديات تتعلق بقضايا السيادة والحدود.
خاتمة
نفي وزارة الدفاع الإسبانية للادعاءات المتعلقة بسحب العلم الوطني من جزيرتي الحسيمة يعيد تأكيد الوضع القائم دون تغييرات. هذا البيان يهدف إلى تبديد الشائعات وتهدئة الجدل الذي أثير في وسائل الإعلام.
ومع ذلك، تظل هذه القضية تذكيرًا بالحساسيات السياسية والتاريخية المرتبطة بالمناطق المتنازع عليها بين المغرب وإسبانيا، مما يستدعي حوارًا مستمرًا لتعزيز الاستقرار والتعاون بين البلدين.