عروض واعلانات
سياسة

روسيا تكثف جهودها لتقييد الإنترنت الغربي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

إجراءات روسية لتقييد الإنترنت الغربي

اتخذت السلطات الروسية سلسلة من الإجراءات الصارمة للحد من وصول مواطنيها إلى خدمات الإنترنت الغربية، تمهيدًا لحظر هذه المنصات بشكل كامل و استبدالها ببدائل محلية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ” نيويورك تايمز “.

شركات محمول في مصر: خدماتنا تأثرت بحريق سنترال رمسيس

تتزامن هذه الخطوات مع إطلاق الكرملين منصات إنترنت محلية، أبرزها منصة الرسائل الفورية ” ماكس “، التي تسعى لتحل محل تطبيقات مثل ” واتساب ” و ” تليغرام ” .

منصة ” ماكس ” : محاكاة روسية لـ” وي شات “

تعد ” ماكس ” منصة رسائل فورية خاضعة لسيطرة الحكومة الروسية بشكل كامل، حيث ألزم القانون الجديد مصنعي الهواتف الذكية بتثبيتها مسبقًا على جميع الأجهزة المباعة في روسيا بدءًا من سبتمبر 2025 .

تسعى الحكومة إلى تحويل ” ماكس ” إلى نسخة روسية من تطبيق ” وي شات ” الصيني، الذي يوفر خدمات شاملة تشمل الدفع الإلكتروني، تحويل الأموال، دفع الفواتير، حجز التذاكر، والتعاملات الحكومية مباشرة من داخل التطبيق .

تطبيق وي تشات WeChat - موقع المعرفة للكل SA1932

بدأت السلطات المحلية في روسيا اختبار فعالية ” ماكس ” عبر تثبيته على أجهزة المسؤولين الحكوميين، و تجربة استخدامه في المدارس والتواصل مع أولياء الأمور، بهدف دمجه في الحياة اليومية .

يُنظر إلى هذا التطبيق كفرصة لاستبدال ” واتساب “، الذي يستخدمه أكثر من 100 مليون روسي يوميًا، و ” تليغرام “، الذي يتيح الوصول إلى محتوى محظور داخل روسيا .

الإنترنت السيادي : عزلة رقمية متزايدة

تخضع شبكة الإنترنت في روسيا حاليًا لرقابة مشددة، حيث فقد المواطنون الوصول إلى العديد من المنصات الغربية الرئيسية مثل فيسبوك، إنستغرام، و إكس، بعد حظرها من قبل السلطات الروسية عقب غزو أوكرانيا عام 2022 .

بدأت هذه السياسة في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، مع سعي الحكومة منذ عام 2015 لتحقيق ما يُعرف بـ” الإنترنت السيادي “، بهدف عزل روسيا عن الإنترنت العالمي قدر الإمكان .

5 أشياء لم تكن تعرفها عن RUNET ، الإنترنت الروسي المنفصل عن الإنترنت  العالمي – وكالة أوقات الشام الإخبارية

تشمل هذه الجهود فرض قيود تقنية مثل تثبيت معدات ” التدابير الفنية لمكافحة التهديدات ” (TSPU) التي تستخدم تقنية الفحص العميق للحزم (DPI) لمراقبة و حظر المحتوى غير المرغوب فيه، بالإضافة إلى قوانين تفرض تخزين بيانات المستخدمين داخل روسيا و تسليمها للأجهزة الأمنية عند الطلب .

تحديات و انتقادات

على الرغم من طموح الكرملين، تواجه منصة ” ماكس ” تحديات كبيرة. يشكك خبراء في قدرة روسيا على إنشاء بديل فعال للمنصات الغربية، مشيرين إلى تجارب سابقة فاشلة في إطلاق تطبيقات محلية .

كما أن غياب التشفير من طرف إلى طرف في “ماكس” يثير مخاوف بشأن خصوصية المستخدمين، حيث يمكن للسلطات الوصول إلى الرسائل و مشاركتها مع الأجهزة الأمنية .

بالإضافة إلى ذلك، يلجأ العديد من الروس إلى شبكات افتراضية خاصة ( VPN ) لتجاوز الحظر، لكن السلطات كثفت حملتها على هذه الأدوات، حيث أزالت آبل حوالي 60 تطبيق VPN من متجرها بناءً على طلب السلطات الروسية، بينما امتثلت جوجل لعدد أقل من طلبات الحذف .

هذه الإجراءات تعزز من عزلة الإنترنت الروسي، مما يحد من وصول المواطنين إلى مصادر المعلومات المستقلة .

تأثير على الحريات الرقمية

تقول منظمة ” هيومن رايتس ووتش ” إن هذه الإجراءات تهدد الحقوق الرقمية للمواطنين الروس، بما في ذلك حرية التعبير و الوصول إلى المعلومات .

و تشير التقارير إلى أن حوالي نصف السكان لا يعرفون كيفية استخدام VPN، مما يجبرهم على الاعتماد على منصات محلية خاضعة للرقابة الحكومية .

يعكس هذا التحول سعي روسيا للسيطرة الكاملة على الفضاء الرقمي، مما يثير مخاوف من إنشاء ” ستار حديدي رقمي ” يعزل المواطنين عن العالم الخارجي .

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي وفق سياسة الموقع.