عروض واعلانات
منوعات

” Tea ” : تطبيق مواعدة مخصص للنساء فقط يواجه فضيحة اختراق كبرى بعد تصدره في أمريكا

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

في وقتٍ أصبحت فيه تطبيقات المواعدة أكثر تنوعًا وتشبعًا، برز تطبيق جديد يُدعى “Tea Dating Advice”، أو كما يفضّل مطوّروه تسميته ببساطة “Tea”. لكن ما يميّز هذا التطبيق لم يكن ميزات تقنية مبتكرة أو تصميم واجهة استثنائي، بل انحيازه الكامل للنساء ومنع الرجال تمامًا من استخدامه.

ورغم أن هذه الفكرة أثارت اهتمامًا واسعًا، إلا أن التطبيق سرعان ما تحول إلى محور جدل كبير، خاصة بعد تسريب بيانات أكثر من 72 ألف مستخدمة في خرق أمني كارثي كشف ثغرات خطيرة في بنيته التحتية.

فكرة التطبيق : مجتمع نسائي مغلق ضد “التحايل الذكوري”

منذ لحظة التسجيل، يشترط “Tea” أن تكوني امرأة حقيقية، حيث يخضع كل طلب لعملية تحقق صارمة تشمل صورة سيلفي، وبطاقة هوية رسمية، و مراجعة بشرية قد تستغرق أيامًا.

الهدف من هذا الانغلاق، وفقًا لصفحة التطبيق الرسمية، هو حماية النساء من تجارب المواعدة السامة، ومساعدتهن في مشاركة تجاربهن وتحذير بعضهن البعض من الرجال الخطرين، في منصة لا تضم أي ذكر.

من أبرز ميزات التطبيق:

  • البحث العكسي بالصور: باستخدام الذكاء الاصطناعي لفحص مصداقية صور الرجال.
  • التحقق من أرقام الهواتف: لمعرفة ما إذا كان الرجل متزوجًا سرًا أو مرتبطًا ببلاغات سابقة.
  • فحص السجل الجنائي: من خلال قواعد بيانات عامة.
  • الوصول إلى قاعدة المتحرشين المسجلين في الولايات المتحدة.

يوصف التطبيق نفسه بأنه “أكبر غرفة دردشة نسائية للمواعدة في أمريكا”، ويتم فيه تصنيف الرجال بين Red Flag (تحذير) وGreen Flag (آمن).

نجاح مدوٍ.. ثم سقوط مدوٍ

بحسب SensorTower، تصدّر “Tea” قائمة أكثر التطبيقات المجانية تحميلًا في الولايات المتحدة، واحتل المرتبة الأولى في فئة “Lifestyle” على متجر App Store. وقد أعلن الفريق المطوّر عن وصول عدد المستخدمات إلى أكثر من 4 ملايين امرأة، مليونٌ منهن انضممن فقط خلال أيام قليلة.

لكن هذا الزخم الإعلامي جاء بنتيجة عكسية تمامًا، حيث كشف أحد المتسللين أن التطبيق احتفظ بشكل غير قانوني ببيانات حساسة تشمل صور السيلفي وبطاقات الهوية، خلافًا لما تنص عليه سياسة الخصوصية.

فضيحة تسريب بيانات 72 ألف امرأة

في 25 يوليو 2025، أعلنت شركة “Tea” عن تعرضها لهجوم إلكتروني اخترق نظامًا قديمًا لتخزين البيانات، ما أسفر عن تسريب صور شديدة الحساسية تعود لمستخدمات سجّلن قبل عام 2024. تم نشر بعض هذه البيانات على منصة 4chan، ما أثار غضبًا واسعًا وجدلاً حول معايير الأمان التي يلتزم بها التطبيق.

المفارقة أن “Tea” برر الاحتفاظ بهذه البيانات بأنه “امتثال لمتطلبات جهات إنفاذ القانون لمحاربة التنمر”، وهو تصريح أثار السخرية في الأوساط التقنية، خاصةً وأن التطبيق نفسه أقرّ بأنه أخفق في نقل هذه الصور إلى بنية آمنة كما وعد سابقًا.

كيف حصل الاختراق؟

رغم آلية التحقق الصارمة، تمكن بعض الرجال من انتحال شخصيات نسائية باستخدام صور مزيفة لاختراق المنصة من الداخل. ثم تمكّن أحدهم من استغلال الثغرة في النظام القديم لتسريب الصور والمعلومات علنًا، ما كشف عن مدى هشاشة البنية التحتية للتطبيق، رغم ادعاءاته العالية بالأمان والخصوصية.

الأسوأ من ذلك، أن المعلومات المسربة تضمنت مواقع جغرافية وتواريخ ميلاد، وهي بيانات كانت تُطلب من المستخدمات أثناء التسجيل في النسخة الأولى من التطبيق.

من يقف وراء التطبيق؟ ولماذا النساء فقط؟

المثير للدهشة أن مطور “Tea” هو رجل يُدعى شون كوك، رائد أعمال من منطقة Bay Area، أطلق المشروع عام 2023 بعدما تعرّضت والدته للاحتيال عبر تطبيقات المواعدة. قرر تمويل المشروع بنفسه، وخصص 10% من عوائده لدعم الخط الوطني لمكافحة العنف المنزلي.

رؤية “شون” كانت خلق مساحة آمنة تمامًا للنساء في عالم المواعدة، لكنه لم يتوقع أن ينقلب السحر على الساحر بهذه السرعة.

الضربة القاضية: السمعة في مهب الريح

بعد فضيحة التسريب، تواجه “Tea” هجومًا واسعًا عبر الإعلام ومنصات التواصل. فقد تعرض التطبيق لانتقادات بسبب:

  • احتفاظه ببيانات كان من المفترض حذفها.
  • ضعف بنيته الأمنية.
  • متطلبات التسجيل المبالغ فيها.
  • تجاهله المبكر لتحسين نظام الحماية رغم وعوده المتكررة.

رغم إعلان الشركة عن تعاونها مع خبراء أمن معلومات لتدارك الأزمة، يبدو أن الثقة قد تآكلت، وبدأت موجات انسحاب المستخدمات بشكل واضح، ما يُنذر بمستقبل قاتم للتطبيق الذي كان يُبشّر بثورة في عالم المواعدة النسائية.

هل انتهت تجربة “Tea”؟

حتى اللحظة، لم تُرفع قضايا قانونية علنية ضد التطبيق، لكن عددًا من المؤسسات الحقوقية أبدى نيته في التحقيق في مدى قانونية ممارسات التطبيق، خاصة في ما يتعلق بالخصوصية والتمييز الجنسي.

سواء بقي “Tea” أو انهار، فإنه قدم للعالم درسًا صريحًا: حتى المنصات التي تدّعي حماية النساء يمكن أن تشكّل خطرًا عليهن إن لم تُصمَّم بمسؤولية حقيقية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button