واشنطن تغادر ” اليونسكو ” احتجاجا على عضوية فلـ.ـسطـ.ـين

تيـلـي نـاظـور : سـلـمـى القـنـدوسـي
أعلنت واشنطن رسميًا انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم والثقافة “اليونسكو”، على خلفية قبول عضوية فلسطين داخل الهيئة الأممية.
القرار جاء وفق ما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، التي أوضحت أن بلادها أبلغت يومه الثلاثاء 22 يوليوز 2025، المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، بهذا الانسحاب المرتقب.
و أضافت أن الخطوة جاءت بعد تقييم شامل للمصالح الوطنية، التي رأت فيها واشنطن أن استمرار عضويتها “لم يعد يصب في مصلحتها العليا”.
و انتقدت بروس ما وصفته بـ”الانحـ.ـراف الأيديولوجي” للمنظمة، مشيرة إلى أنها باتت تركز بشكل مفرط على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، واصفة إياها بـ’الأجندة العالمية التي تتنافى مع مبدأ “أمريكا أولا”، الذي تتبناه السياسة الخارجية الأمريكية’.

أما النقطة المفصلية في هذا القرار، فتتعلق بقبول اليونسكو لعضوية فلسطين، و هو ما وصفته بروس بـ”الإجراء الإشكالي للغاية”، معتبرة أنه “يعزز الخطاب المعادي لإسرائيل داخل المنظمة” و يقوض مواقف الولايات المتحدة بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
و شددت المسؤولة الأمريكية على أن بلادها ستُعيد توجيه انخراطها الدولي بما يخدم مصالحها بشكل أكثر وضوحا، موضحة أن المشاركة الأمريكية المستقبلية في الهيئات الدولية “لن تكون شكلية، بل قائمة على حسابات استراتيجية صارمة”.
و رغم إعلان الانسحاب، فإن الإجراءات القانونية تبقي الولايات المتحدة عضوًا كاملاً في “اليونسكو” حتى 31 دجنبر 2026، وفقا للمادة الثانية من دستور المنظمة، ما يمنح فرصة محتملة لإعادة النظر في القرار خلال الفترة الانتقالية، و إن بدا ذلك مستبعدا في ظل تشدد الموقف الأمريكي الحالي.
هذا القرار يعيد إلى الأذهان توترات سابقة بين واشنطن واليونسكو، و يثير تساؤلات جديدة حول مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والمنظمات الأممية، خاصة في ظل التباين المتزايد حول القضايا الدولية الشائكة مثل التنمية، الحقوق، والاعترافات السيادية.