عروض واعلانات
مجتمع

صرخة من أعالي جبال أزيلال : آيت بوكماز تطالب بالكرامة قبل التنمية

في مشهد مؤثر يختزل معاناة الساكنة الجبلية، خرج العشرات من أبناء آيت بوكماز، إحدى قرى الأطلس الكبير، في مسيرة احتجاجية سلمية نحو مدينة أزيلال، قاطعين الكيلومترات مشياً على الأقدام.

لم تكن مجرد خطوة رمزية، بل صرخة صادقة من قلب الجبال تنشد الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة : طبيب، طريق، وإنترنت.

تحت شعار “طريق المعاناة نحو الكرامة”، حمل المحتجون معهم سنوات من التهميش والإهمال، ورسالة واضحة إلى الجهات المسؤولة: نحن هنا… نطالب بحقوقنا قبل أن تُدفن في الثلوج أو تُنسى في الشعاب.

وأوضح خالد تيكوكين، رئيس جماعة تبانت (آيت بوكماز) والبرلماني السابق، أن هذه المسيرة ليست وليدة اللحظة، بل تتكرر سنوياً بالتزامن مع عودة العمال والطلبة إلى قراهم خلال العطل، حين تتجدد المقارنة بين ظروف العيش في المدن ومآسي التهميش في المناطق الجبلية.

من أبرز المطالب، حسب تيكوكين، ضعف تغطية شبكة الإنترنت في عدد كبير من الدواوير، وغياب طبيب قار في المركز الصحي المحلي، إضافة إلى بعد المستشفى الإقليمي بأزيلال بحوالي 80 كيلومترا عن السكان، في ظل تضاريس وعرة وظروف مناخية قاسية.

وأشار إلى أن جماعته تتقاطع جغرافياً مع جماعات مجاورة بإقليم تنغير، ما يجعلها مركزاً حيوياً لسكان مناطق شاسعة، لكنها في الوقت نفسه تعاني من عزلة مزمنة، وافتقار تام للحد الأدنى من الخدمات الأساسية.

خالد تيكوكين يعود من جديد لرئاسة جماعة أيت بوكماز بأغلبية مريحة ويوجه رسائل  قوية لخصومه - أطلس سكوب | Atlasscoop

وبخصوص مشاركته في المسيرة رغم مسؤوليته الجماعية، أكد تيكوكين: “أنا ابن هذه الأرض، وكرامة ساكنتها من كرامتي”.

لكنه شدد على أن الجماعات الجبلية تدار بإمكانيات هزيلة، حيث لا تتجاوز ميزانية جماعة تبانت مليون درهم سنوياً، وهي مطالبة بخدمة 33 دواراً.

وأضاف أن جماعته تعاني تمييزاً سياسياً واضحاً في توزيع الموارد، حيث يتم توظيف المال العام في الحسابات الانتخابية، مكافأة لمن يصطف سياسياً مع بعض الجهات، وعقاباً لمن يختار مساراً مستقلاً.

بخصوص الحوار مع السلطة الإقليمية، أشار إلى أنه عقد لقاءً رسمياً مع عامل الإقليم قدم فيه ملفاً من 15 مطلباً، تتعلق أساساً بمشاكل التطبيب، ضعف الإنترنت، وضعية الطرق، تأخر إطلاق مركز التكوين في المهن الجبلية، وتعثر مشروع تثمين النفايات.

ورغم استعداده للحوار، تم رفض إشراك ممثلي المجتمع المدني في اللقاء، رغم دورهم الحيوي في تنظيم الحياة داخل الدواوير، من خلال جمعيات تسير شؤون المياه والأراضي والتقاليد المحلية.

أما عن المسيرة، فقد قطع المشاركون نحو 40 كيلومتراً مشياً على الأقدام، بعد أن منعتهم السلطات من التقدم عبر تيزي نترغيست.

وقرر المحتجون مواصلة الطريق نحو مقر عمالة أزيلال، مؤكدين أنهم لن يعودوا حتى يتم استقبالهم من طرف من يملك القرار، ويعيد إليهم كرامتهم.

وختم تيكوكين بالتأكيد أن مطالب الساكنة واضحة ومشروعة، ولا تحتاج سوى إلى إرادة سياسية حقيقية، قائلاً: “لا نطلب المستحيل، بل الحد الأدنى من العيش الكريم في هذا الوطن”.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button