ثانوية تمسمان تُحارب آفة الإدمان : ندوة توعوية تسلط الضوء على المخدرات و توصيات لحماية الشباب
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في سياق الأنشطة التربوية التحسيسية التي تحرص ثانوية تمسمان التأهيلية على إدراجها ضمن برامجها السنوية، نُظّمت يوم الإثنين 28 أبريل 2025 ندوة علمية توعوية تحت شعار : ” المخدراتآفة تفتك بالشباب “، بتأطير تلاميذ السنة الثانية بكالوريا، شعبة العلوم الإنسانية، و إشراف أستاذي مادتي الفلسفة و اللغة العربية .
و قد شهدت الندوة حضوراً نوعياً و مكثفاً شمل أطر المؤسسة الإدارية و التربوية، يتقدمهم السيد المدير، بالإضافة إلى مشاركة فعّالة من تلميذات و تلاميذ المؤسسة، في تعبير واضح عن الوعي المتزايد لدى الفاعلين التربويين و المتعلمين بأهمية الانخراط في مواجهة آفة المخدرات التي باتت تستهدف فئة الشباب بشكل مقلق، لِما لها من آثار مدمّرة على الصحة النفسية و الجسدية، و على الاستقرار الاجتماعي و الأسري .
تناولت الندوة، من خلال عروض متنوعة و مداخلات متكاملة، أبرز الجوانب المرتبطة بظاهرة المخدرات، بدءًا بالتعريف بأنواعها و تصنيفاتها، مرورًا باستعراض آثارها الصحية و النفسية و الاجتماعية الوخيمة، و انتهاءً بالرؤية الدينية التي تُحرِّم تعاطيها، و كذا الإطار القانوني الذي يُجرِّم الاتجار بها و استهلاكها .
و قد تم التأكيد على أن الوقاية تمثل الوسيلة الأنجع للحد من انتشار هذه الظاهرة، و ذلك عبر ترسيخ القيم الأخلاقية و الدينية في نفوس الناشئة، و تعزيز الوعي النقدي لديهم، و تمكين الأسرة و المؤسسة التعليمية من القيام بدورهما في الإرشاد و المرافقة التربوية .
كما شددت المداخلات على أهمية توفير بدائل حقيقية وآمنة تُمكن الشباب من التعبير عن ذواتهم، وإطلاق طاقاتهم في بيئات مشجعة على الإبداع و المبادرة .
فمواجهة المخدرات لا تقتصر على الردع القانوني، بل تستوجب معالجة متعددة الأبعاد تشمل الدعم النفسي و التربوي و الاقتصادي .
و في ختام الندوة، تم الخروج بجملة من التوصيات التي نالت إجماع المشاركين، من أبرزها : ضرورة تعزيز دور الأسرة في التوعية المبكرة و مراقبة السلوكيات اليومية، و توفير الدعم النفسي للمراهقين، إلى جانب إشراك المجتمع المدني و مؤسسات الدولة في بلورة حملات توعوية دائمة، و برامج علاجية و إعادة إدماج فعّالة للمتعافين من الإدمان .
و قد شكل هذا اللقاء التربوي فرصة حقيقية لتعزيز الوعي الجماعي بخطورة المخدرات، و مناسبة لترسيخ ثقافة الحوار و الوقاية داخل الوسط المدرسي، بما ينسجم مع الرسالة التربوية للمؤسسة و جهودها الرامية إلى حماية التلاميذ من الانزلاق في مسارات تهدد مستقبلهم و سلامة المجتمع ككل .
