عروض واعلانات
فن و ثقافة

احتفاء برواد أدب الرحلة : سبعة مغاربة ضمن المتوجين بجائزة ابن بطوطة لعام 2024–2025

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

في أجواء مفعمة بالاحتفاء بالأدب الجغرافي وأدب الرحلة، تسلّم الفائزون بجائزة “ابن بطوطة” لدورة 2024–2025 جوائزهم خلال حفل خاص، نظم يوم السبت ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر و الكتاب.

و قد شهدت هذه الدورة تميزاً مغربياً لافتاً، بتتويج سبعة مبدعين مغاربة، ما يعكس الاهتمام المتزايد في المغرب بهذا اللون الأدبي، سواء على مستوى التأليف أو الترجمة أو التحقيق، إضافة إلى تنويه خاص بعمل مغربي آخر.

و كما سبق الإعلان عنه في النتائج الرسمية لشهر فبراير الماضي، شمل التتويج كلا من : عبد الهادي الكديوي، محمد النظام، محمد الأندلسي، عبد الرحمن التمارة، حرية الريفي، عبد العزيز جدير، ومحمد محمد الخطابي .

كما شمل التكريم مبدعين عرباً آخرين من مصر ولبنان و الأردن و السعودية، ما يؤكد الطابع العربي الواسع للجائزة.

وفي كلمة ألقاها نيابة عن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اعتبر عبد الله صديق أن ابن بطوطة هو رمز خالد للانفتاح الثقافي و الحضاري، و دليل حي على إمكانية تلاقي الحضارات رغم المسافات.

وأكد أن استحضار شخصيته خلال هذه الفعالية يعبر عن أهمية التواصل المعرفي و الحوار الإنساني، مبرزاً أن جائزة ابن بطوطة تسهم في تعزيز مكانة الرباط كعاصمة ثقافية عالمية، استعداداً لتتويجها المرتقب سنة 2026 كعاصمة عالمية للكتاب.

"جائزة ابن بطّوطة لأدب الرحلة" تتوج سبعة مغاربة في المعرض الدولي للكتاب

ومن جهته، شدد الشاعر نوري الجراح، مدير المركز العربي للأدب الجغرافي “ارتياد الآفاق”، على أهمية هذا الإنجاز في إثراء مدونة أدب الرحلة، مشيراً إلى أن عدد الفائزين المغاربة هذا العام يبرز المكانة المركزية لهذا النوع الأدبي في الثقافة المغربية الأكاديمية و الشعبية.

واستحضر الجراح بدايات تأسيس المركز والجائزة منذ 2003، مثمناً جهود رواد كبار رحلوا عن عالمنا مثل سعيد الفاضلي وعبد الرحيم مؤذن، والذين أسسوا لصرح علمي مهم يخدم الأدب الجغرافي العربي.

ودعا الجراح إلى مراجعة جديدة وتحقيق حديث لرحلة ابن بطوطة، تستوعب أحدث الدراسات والاكتشافات، خاصة أن هذه الرحلة ما تزال تحتفظ بأهميتها الكبرى في الأدب الجغرافي العالمي.

أما الأكاديمي عبد النبي ذاكر، رئيس لجنة التحكيم، فقد وصف حفل التتويج بأنه “مساء للحلم”، حيث يلتقي فيه السفر بالأدب والشعر.

وأكد أن مهمة تقييم الأعمال لم تكن سهلة نظراً للكم والجودة الأكاديمية العالية، مبرزاً أن الجديد في هذه الدورة هو الحضور اللافت لأعمال مغربية وعربية كبيرة، منها “رحلة الدمناتي” التي حازت على جوائز مرموقة، و أعمال محمد الخطابي التي استكشفت جغرافيا أمريكا اللاتينية.

وأشار ذاكر إلى أن الجائزة بدأت تهتم أيضاً بترجمة نصوص كبار الرحّالة الغربيين إلى العربية، مشيداً بترجمة رحلة “فولني” إلى سوريا ومصر، التي صدرت في مجلدين كبيرين ونالت استحقاق الجائزة.

في الختام، شكلت الدورة الحالية من جائزة ابن بطوطة لوحة غنية بألوان أدب الرحلة، عاكسةً مدى ازدهار هذا النوع الأدبي وعمق انخراط المغاربة والعرب عموماً في كتابة الجغرافيا الثقافية والإنسانية للعالم.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button