عروض واعلانات
تكنولوجيا

مارك زوكربرغ في مواجهة القضاء : محاكمة كبرى قد تفكك إمبراطورية ميتا

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

في مشهد غير مسبوق، مثل مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، أمام المحكمة الأمريكية يوم الإثنين للإدلاء بشهادته في واحدة من أبرز قضايا مكافحة الاحتكار في تاريخ الولايات المتحدة.

تُتهم “ميتا”، عملاق التكنولوجيا ومالكة منصات فيسبوك وإنستاغرام وواتساب، بإساءة استغلال قوتها السوقية عبر استحواذها على تطبيقي إنستاغرام وواتساب قبل أن يتحولا إلى منافسين مباشرين، في خطوة اعتبرتها الحكومة الأمريكية محاولة خنق للمنافسة.

انطلقت القضية التي رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) قبل خمس سنوات خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، وتطالب خلالها بإجبار “ميتا” على التخلي عن إنستاغرام وواتساب، اللذين تحولا إلى منصتين عالميتين بعد شرائهما في 2012 و2014 مقابل مليار و19 مليار دولار على التوالي.

تدور المحاكمة حول مفهوم “احتكار السوق” في قطاع خدمات التواصل الاجتماعي، حيث تؤكد وكالة حماية المستهلك أن ميتا هيمنَت لأكثر من عقد على السوق الأمريكي، مما أدى إلى تدهور جودة الخدمة وازدياد الإعلانات المزعجة.

مارك زوكربيرغ يسرّح نحو 7000 موظف من شركة ميتا.. ما القصة؟

من جانبه، دافع فريق ميتا القانوني عن موقف الشركة، مشيرًا إلى أن الاستحواذ كان قانونيًا وتم بموافقة مسبقة من الجهات التنظيمية، مضيفين أن “الاستثمارات الضخمة” التي ضُخّت في المنصتين حولتهما من تطبيقات ناشئة إلى قوى تكنولوجية عالمية.

وفي الكواليس، كثّف زوكربرغ تحركاته السياسية سعيًا لكسب دعم إدارة ترامب الثانية، فعين شخصيات مقربة من الجمهوريين، خفف من سياسات ضبط المحتوى، وقدّم تبرعات مالية، وزار البيت الأبيض أملاً في التوصل إلى تسوية ودّية.

تستند الحكومة في ادعاءاتها إلى مجموعة من الرسائل الإلكترونية الداخلية، منها رسالة شهيرة كتبها زوكربرغ قبل الاستحواذ على إنستاغرام، قال فيها: “الأثر المحتمل لإنستاغرام مهول بالفعل، لذا علينا أن نأخذ في الاعتبار دفع مبلغ كبير”.

المحاكمة، التي تستمر ثمانية أسابيع أمام القاضي الفيدرالي جيمس بوازبيرغ، قد تُحدث زلزالًا في عالم التكنولوجيا، خصوصًا مع تراكم قضايا مشابهة ضد عمالقة آخرين مثل غوغل، أبل، وأمازون. غير أن لجنة التجارة الفيدرالية تواجه تحديات صعبة بعد انتكاسات سابقة في ملفات مماثلة.

ورغم أن FTC تسعى لإثبات سوء استخدام النفوذ، فإن القاضي بوازبيرغ حذّر في وقت سابق من “أسئلة صعبة” قد تُضعف القضية، ما يجعل مصير إنستاغرام وواتساب معلقًا على تفاصيل قانونية دقيقة ومرافعات محكمة عالية المستوى.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button