المغرب و فرنسا : نحو شراكة إستراتيجية متجددة

تيلي ناظور : سلوى المرابط
شهدت العلاقات المغربية الفرنسية دفعة جديدة تعكس تحوّلًا كبيرًا في مسار التعاون الثنائي، وذلك خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، برئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، على هامش افتتاح المعرض الدولي للفلاحة في باريس، حيث حل المغرب ضيف شرف، ليكون بذلك أول بلد أجنبي يحصل على هذا الامتياز.
أكد فرانسوا بايرو، في تصريحاته عقب اللقاء، على أهمية المغرب كحليف إستراتيجي لفرنسا، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت حدثًا سعيدًا يعكس استعادة الروابط الأخوية بعيدًا عن الاعتبارات الدبلوماسية الشكلية.
وأضاف أن هذه العلاقات تتمتع بـ”بعد إنساني” يشكّل الضمانة الحقيقية لاستمراريتها على المدى البعيد.
من جهته، شدد عزيز أخنوش على أن العلاقات الثنائية بين البلدين دخلت مرحلة جديدة عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب واستقباله من قِبل الملك محمد السادس.

و اعتبر أخنوش أن هذه الزيارة كانت “نقطة تحول كبيرة” في مسار التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين الرباط وباريس، مشيرًا إلى توقيع 22 عقدًا استثماريًا بقيمة 10 مليارات يورو خلال هذه الزيارة، مما يعكس التوجه الطموح للتنمية المشتركة بين البلدين.
توجت هذه الدينامية الجديدة بتكريم المغرب في المعرض الدولي للفلاحة بباريس، حيث عبّر رئيس الحكومة المغربية عن امتنانه لفرنسا على هذه الدعوة، معتبرًا أن هذا الاختيار يؤكد عمق العلاقات الثنائية، خاصة في القطاع الفلاحي الذي يمثل أحد الأعمدة الرئيسية للتعاون بين البلدين.
كما أعلن أخنوش أن المغرب بدوره سيستضيف فرنسا كضيف شرف في النسخة القادمة من المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس، في خطوة تعكس روح الشراكة المتبادلة والرغبة المشتركة في تعزيز التكامل الاقتصادي.
بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشرف كل من ماكرون و أخنوش على تدشين فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بباريس، حيث قاما بقص الشريط الرمزي إيذانًا بالافتتاح الرسمي للحدث.
و يأتي هذا التطور في سياق دينامية جديدة تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية، التي تتجه نحو مزيد من التنسيق في مختلف المجالات، بدءًا من الاقتصاد و الفلاحة وصولًا إلى التنسيق السياسي و الدبلوماسي.
في ظل هذا التقارب المتسارع، يبدو أن الرباط وباريس تسعيان إلى تجاوز التوترات السابقة و إرساء دعائم شراكة إستراتيجية مبنية على المصالح المشتركة، مما يبشر بمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين.