مستقبل حقوق الإنسان في المغرب : عرض التقرير الدوري الخامس لمناهضة التعذيب أمام البرلمان

تيلي ناظور : نوال أموسى
28 يناير 2025
في خطوة هامة نحو تعزيز حقوق الإنسان، تابع المستشارون البرلمانيون في لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 28 يناير 2025، العرض الذي قدّمه وزير العدل، السيد عبد اللطيف وهبي، حول التقرير الدوري الخامس المتعلق بتطبيق اتفاقية مناهضة التعذيب .
وكان هذا العرض بمثابة استكمال للمرحلة التشاورية التي بدأها البرلمان في مجلس النواب، حيث تم مناقشة التقرير بشكل شامل، بما يضمن تحسين ورفع كفاءته قبل رفعه إلى لجنة مناهضة التعذيب .
و بعد تقديم التقرير، عبر المستشارون البرلمانيون عن تقديرهم للمقاربة التشاركية التي اعتمدت في إعداد التقرير، والتي شملت التنسيق مع العديد من القطاعات والمجالات ذات الصلة .
وقد أكد الوزير أن إعداد التقرير جاء نتيجة مشاورات موسعة مع حوالي 12 قطاعاً ومؤسسة، حيث تم عقد اجتماعات عدة لمناقشة تفاصيل المشروع .

وتعتبر هذه الخطوة بمثابة فرصة لتقييم التقدم المحرز في مجال مكافحة التعذيب وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين .
و في حديثه أمام المستشارين، شدد وزير العدل على أن التقرير يشمل المعطيات الأساسية حول كيفية استجابة التشريعات والممارسات الوطنية لمقتضيات اتفاقية مناهضة التعذيب .
كما تناول التقرير مختلف الجهود التي بذلتها المملكة لتحسين التشريعات والمؤسسات المعنية بحماية حقوق الإنسان، مع التركيز على التدابير التشريعية التي تجرّم التعذيب وتضمن المحاكمة العادلة .
كما أشار إلى الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب وضمان استقلاليتها في ممارسة مهامها .
و من ناحية أخرى، نوه المستشارون البرلمانيون بالمكانة الريادية التي يحتلها المغرب في منطقة شمال إفريقيا، حيث كان من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية مناهضة التعذيب في 1993، أي بعد ست سنوات فقط من دخولها حيز التنفيذ على المستوى الدولي .
منذ عام 2014، ساهم المغرب بشكل فعال في تعزيز التصديق على هذه الاتفاقية على مستوى عالمي، بالتعاون مع دول مثل الدانمارك و الشيلي و غانا و إندونيسيا، مما ساعد في انضمام 20 دولة إضافية للإتفاقية ليصل العدد الإجمالي للدول الأطراف إلى 175 دولة .
كما أشاد المستشارون البرلمانيون أيضاً بتفاعل المغرب مع لجنة مناهضة التعذيب منذ عام 2007، حيث اعترف المغرب باختصاص اللجنة في معالجة الشكاوى الفردية المتعلقة بادعاءات التعذيب.
وقد أظهر المغرب التزامه المستمر بمكافحة التعذيب من خلال تعاونه مع اللجنة في معالجة العديد من القضايا المتعلقة بالتسليم والتعذيب .
و باختصار، يظل المغرب من الدول السباقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال مناهضة التعذيب، و يواصل التزامه بتحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان.