عروض واعلانات
سياسة

وادي الذهب : 46 عامًا من الانتصار و تجديد روح الوحدة و السيادة

تـيـلـي نـاظـور : سـلـمـى الـقـنـدوسـي

يستحضر المغرب، يومه الخميس 14 غشت 2025، صفحة مضيئة من تاريخه الحديث، الذكرى الـ46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب من الاحتلال الإسباني، محطة تاريخية وضّاءة في مسيرة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

إنها ذكرى مشحونة بروح الحماس الوطني والتعبئة الدائمة لصيانة وحدة الوطن المقدسة، و استلهام الدروس والعبر من ملحمة بطولية رسّخت في وجدان المغاربة معنى الوفاء للوطن و العرش.

في مثل هذا اليوم من سنة 1979، وفدت وفود علماء و وجهاء و أعيان وشيوخ سائر قبائل وادي الذهب إلى الرباط، حيث جددوا ولاءهم للمغرب، مؤكدين ارتباطهم الوثيق بالوحدة الترابية من طنجة إلى الكويرة.

و قدّموا بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني نص البيعة، في لحظة تاريخية وجّه فيها جلالته خطابًا مؤثرًا إلى أبناء القبائل الصحراوية قائلاً:

‘إننا تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم.

وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر’.

منذ ذلك الحدث، انطلقت أوراش كبرى لتنمية الأقاليم الجنوبية، شملت مشاريع استثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و العمرانية و الثقافية، إضافة إلى إقامة البنى التحتية الضرورية لترسيخ اقتصاد جهوي قوي وخلاق لفرص الشغل.

و قد جعلت هذه المشاريع المواطن في قلب الأولويات، مما فتح الباب أمام تحول عميق في جهة الداخلة وادي الذهب و باقي الجهات الصحراوية.

و توّج المسار التنموي بإطلاق الملك محمد السادس، يوم 6 نونبر 2016 بالعيون، النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي يقوم على رؤية شاملة للتنمية المندمجة في أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والبيئية، و يهدف إلى تعزيز الاندماج الكامل لهذه الأقاليم في الاقتصاد الوطني.

الاحتفاء بهذه الذكرى كل عام ليس مجرد استرجاع لصفحات الماضي، بل هو دعوة متجددة لاستحضار قيم التضحية و الوحدة و التضامن، و استمرار العمل من أجل بناء مغرب متماسك، عادل في مجاله الاجتماعي و المجالي، و راسخ في وحدته الترابية التي تظل عنوان كرامته و سيادته.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button