هل اقترب العالم من القضاء على السكري من النوع الأول ؟

تيلي ناظور : نوال أموسى
تعيش الأوساط الطبية والعلمية حالة من التفاؤل الحذر بعد سلسلة من التجارب السريرية الواعدة، التي أعادت الأمل في إمكانية التوصل إلى علاج جذري لمرض السكري من النوع الأول، وهو المرض المناعي المزمن الذي يفرض على المصابين به الاعتماد على حقن الأنسولين مدى الحياة.
التحولات العلمية الأخيرة ارتكزت على تقنيتين ثوريتين: إنتاج خلايا “بيتا” المسؤولة عن إفراز الأنسولين باستخدام الخلايا الجذعية في المختبر، ثم تعديلها وراثياً لتصبح محصنة ضد هجمات الجهاز المناعي.
هذا التطور، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية، دفع بعض الأطباء إلى الحديث عن “بداية نهاية المرض”.
القصة الملهمة تعود إلى العالم الأمريكي دوغلاس ميلتون، أستاذ البيولوجيا بجامعة هارفارد، الذي كرّس مساره العلمي منذ إصابة ابنه بالسكري سنة 1992 للبحث عن علاج.
وبعد أكثر من عشرين عاماً من الأبحاث، نجح في تطوير خلايا “بيتا” صناعية وأسس شركة متخصصة استحوذت عليها لاحقاً شركة “فيرتكس” العملاقة.
وفي يونيو 2025، نشرت مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين نتائج تجربة سريرية شملت 14 مريضاً تلقوا ملايين الخلايا المزروعة في الكبد.
وبعد عام من المتابعة، تمكن 10 منهم من الاستغناء عن الأنسولين الخارجي بشكل كامل، في خطوة وُصفت بالاختراق العلمي.
بالتوازي، أظهرت فرق بحثية أخرى مسارات مختلفة، مثل استخدام خلايا مأخوذة من المريض نفسه أو تعديلها جينياً عبر تقنية “كريسبر” لتفادي رفضها من جهاز المناعة.
أحدث هذه التجارب، التي قادها باحثون سويديون ونُشرت في غشت 2025، نجحت في جعل الخلايا غير مرئية للمناعة وزرعها في ساعد مريض، حيث بدأت بإنتاج الأنسولين دون الحاجة لأي علاج مثبط.
ورغم هذه القفزات، يؤكد الخبراء أن الطريق ما يزال طويلاً. فنجاح التجارب على نطاق محدود لا يكفي لإعلان الانتصار النهائي، وما تزال هناك تساؤلات حول الأمان والفاعلية على المدى البعيد.
لكن المؤكد أن العالم أقرب من أي وقت مضى لكسر الحلقة المفرغة لهذا المرض الذي طالما اعتُبر عصياً على العلاج.