نوكيا تُخفي سر مليار دولار مع إنفيديا : هل يُولد عملاق AI جديد من رماد الهواتف القديمة ؟
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلنت نوكيا وإنفيديا يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، عن شراكة استراتيجية تشمل استثمارًا بقيمة مليار دولار من إنفيديا في أسهم نوكيا، مما يمنحها حصة 2.9% عبر إصدار 166 مليون سهم جديد بسعر 6.01 دولار للسهم.
و تهدف الشراكة إلى دمج رقائق إنفيديا المتقدمة في برمجيات شبكات نوكيا للجيلين الخامس و السادس ( 5G و 6G )، مع استفادة إنفيديا من خبرة نوكيا في مراكز البيانات لتعزيز بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي.
و أدى الإعلان إلى ارتفاع أسهم نوكيا بنسبة تصل إلى 25% في هلسنكي، أعلى زيادة في عقد من الزمن، مما يُعيد الثقة في الشركة الفنلندية التي عانت من تراجع في سوق الهواتف.
و في السياق ذاته، يُمثل هذا الاستثمار نقلة نوعية لنوكيا، التي بدأت كشركة ورق و مطاط في القرن التاسع عشر، ثم هيمنت على سوق الهواتف المحمولة لعقود قبل بيع قسمها إلى مايكروسوفت عام 2013.
اليوم، تحت قيادة الرئيس التنفيذي الجديد جاستن هوتراد، السابق في إنتل، تركز نوكيا على الشبكات و الذكاء الاصطناعي، حيث ستوفر إنفيديا حواسيب AI لشبكاتها اللاسلكية، مما يُسرع تطوير AI-RAN، و هو سوق متوقع أن يتجاوز 200 مليار دولار بحلول 2030.
و وصف هوتراد الشراكة بأنها بداية عصر الشبكات الذكية الأصلية، مستفيدًا من سرعة إنفيديا في الابتكار.
بالتوازي مع ذلك، أعرب جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، عن حماسه في مقابلة مع بلومبيرغ، قائلًا إنه متحمس للغاية للعمل الذي نقوم به معًا، و مُصِفًا التعاون بـفكرة عبقرية بحق.
ويأتي الاستثمار كجزء من استراتيجية إنفيديا لتعزيز بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث ستستخدم تقنيات نوكيا في التبديل البصري والاتصالات في مراكز بياناتها، مما يُعزز القدرة على معالجة البيانات من الحافة إلى النواة.
و هذا التعاون غير الحصري يجعل إنفيديا ثاني أكبر مساهم في نوكيا، ويُعزز من دورها في سوق الـAI الذي يُقدر بحوالي 500 مليار دولار في طلب الرقائق.
من جانبه، يرى المحللون أن هذه الشراكة تضع نوكيا في موقع استراتيجي فريد بين بنية الاتصالات و الذكاء الاصطناعي، خاصة في سباق الجيل السادس من الشبكات، حيث تُتوقع إيرادات هائلة من الـAI-native networks.
و تُعد الشراكة نقطة انعطاف، إذ تُساعد نوكيا على المنافسة مع إريكسون في سوق الـRAN، مع دمج رقائق إنفيديا الأغلى لكن الأكثر كفاءة.
و أكدت نوكيا في بيانها أن الاستثمار، المشروط بشروط إغلاق عادية، سيُسجل في احتياطي رأس المال غير المقيد، مما يُعزز مركزها المالي للابتكار.
أخيرًا، يُبرز هذا التحول تقليد نوكيا التاريخي في تغيير هويتها مع كل عصر تقني، من الورق إلى الهواتف ثم الشبكات، لتصبح اليوم ركيزة في الثورة الرقمية.
و مع ارتفاع أسهمها، يُشير التقرير إلى أن نوكيا تربط عربتها بخيل القرن الـ21، مما يُعيد رسم ملامحها كشركة متكاملة في الاقتصاد الرقمي.
