ندوة وطنية بسوق السبت تُسلّط الضوء على الإكراهات و الآفاق في مجال الأمن العقاري

تيلي ناظور : نوال أموسى
في إطار جهود تعزيز الأمن العقاري بالمغرب، احتضنت المحكمة الابتدائية بسوق السبت أولاد النمة ندوة وطنية موسعة حول موضوع “الأمن العقاري : الإكراهات والآفاق”، بمشاركة نخبة من القضاة والعدول والموثقين والأكاديميين، إلى جانب فاعلين مؤسساتيين وتشريعيين.
ومن هذا المنطلق، شكّل اللقاء فرصة لتشخيص الإشكالات البنيوية التي تعيق تطور المنظومة العقارية، وعلى رأسها تعدد الأنظمة القانونية، وتداخل الاختصاصات، وغياب التنسيق بين المتدخلين، مما يؤثر سلباً على الثقة في المعاملات ويُربك الاستقرار التعاقدي.


وفي السياق ذاته، أكد المتدخلون أن الأمن العقاري لم يعد مجرد مسألة قانونية، بل أصبح شرطًا ضروريًا لتحقيق العدالة الاجتماعية وجلب الاستثمار، مشددين على ضرورة إصلاح شامل يشمل توحيد النصوص القانونية، ورقمنة الإجراءات، وتطوير الحكامة العقارية.
ومن جانبها، حذّرت رئيسة المحكمة عائشة العازم من الضغوط الحضرية المتزايدة التي يعرفها الرصيد العقاري بالمنطقة، مبرزةً أن الحماية القانونية للأراضي تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المحلية والعدالة المجالية.
كما اعتبر وكيل الملك بوشعيب لوردي أن استفحال ظاهرة الاستيلاء على عقارات الغير وتعدد الإشكالات القانونية يفرضان مراجعة شاملة للمنظومة العقارية، ترتكز على الصرامة والتحديث من أجل تقليص النزاعات واسترجاع ثقة المواطنين.

وإلى جانب ذلك، دعت الندوة إلى بلورة رؤية وطنية مندمجة تقوم على تكامل الأدوار بين مختلف الفاعلين، وتعزيز التكوين المستمر للمهنيين لمواكبة التحولات القانونية والتقنية المتسارعة.
وفي نهاية هذا اللقاء، جرى تكريم عدد من الشخصيات القانونية والعدلية، تكريسا لقيم الوفاء، واعترافًا بمساهماتهم في ترسيخ العدالة العقارية، في لحظة مميزة جمعت بين الجدية العلمية والبعد الإنساني.