من يريد الشر بجماعة بني أنصار و تخريب ملكها العمومي ؟

تيلي ناظور : سعيد شرامطي
لم يمض سوى بضعة أشهر على افتتاح الحديقتين الجديدتين بجماعة بني أنصار، اللتين شكلتا متنفسا طال انتظاره من طرف الساكنة، حتى طالت أيادي التخريب تجهيزاتهما.
ألعاب أطفال اقتلعت، كراسي خرسانية شوهت، وتجهيزات أُتلفت، في مشهد مؤسف لا يعكس سوى قلة وعي من بعض العابثين بمقدرات الجماعة.

إن هذه الحدائق التي أشرف على افتتاحها رئيس الجماعة ونوابه، وبحضور السيد الكاتب العام لعمالة إقليم الناظور و بحضور رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، لم تنجز إلا لتكون فضاء عموميا آمنا، وملتقى لأبنائنا وبناتنا، ومتنفسا يعيد الأمل في بيئة حضرية نظيفة وجميلة.
فهل يعقل أن ينهض المسؤولون بواجبهم في التهيئة، ثم يأتي البعض ليهدم ما بني؟
الملك العمومي ليس ملكا للجماعة وحدها، بل هو ملك مشترك للساكنة كلها، وهو انعكاس لحضارتها ووعيها. الحفاظ عليه ليس ترفا، بل واجب وطني وأخلاقي وديني.

ومن العار أن نقف متفرجين على من يريد زرع الفوضى والتخريب في بني أنصار.
جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان توجه نداءها الصريح :
إذا شاهدتم من يعبث أو يخرب، فالتبليغ واجب.
يمكنكم التواصل مع السلطات المحلية بباشوية بني أنصار، أو مع رجال الأمن الوطني، وتوثيق الأفعال التخريبية بالصور أو الفيديو لتقديمها كأدلة للقضاء.
لكن، نذكر هنا : التوثيق للتبليغ وليس للنشر، لأن الهدف هو حماية الملك العمومي لا التشهير.
المدينة ليست ملكا للسلطات وحدها، بل هي أمانة مشتركة بين الساكنة والمسؤولين والمجتمع المدني.
فكما نطالب بالحدائق والمرافق العمومية، علينا أن نحميها من أيادي الخراب، وأن نغرس في أطفالنا ثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة.
إن التخريب ليس شجاعة، بل جريمة. أما حماية الممتلكات فهي بطولة حقيقية، لأن من يحافظ على الملك العمومي إنما يحافظ على مستقبل أبنائنا.
فلنقف جميعا ضد التخريب، ولنثبت أن بني أنصار تستحق الأفضل، وأن صوت العقل والوعي أقوى من صوت العبث والفوضى.


