منظمة الصحة العالمية : غزة تواجه مجاعة مستمرة و نظاماً صحياً منهاراً رغم الهدنة
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 أن أزمة الجوع في غزة لم تشهد أي تراجع ملحوظ منذ سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، مع استمرار الوضع الكارثي بسبب تدفق محدود للمساعدات الغذائية و الطبية.
أكد المدير العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن الكميات الداخلة لا تكفي، و أن النظام الصحي انهار تماماً مع عمل 14 مستشفى فقط جزئياً من أصل 36، في حين تُقدر تكلفة إعادة البناء بسبعة مليارات دولار على الأقل.
أوضح غيبرييسوس أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينص على إدخال 600 شاحنة يومياً، إلا أن الواقع يقتصر على 200 إلى 300 شاحنة فقط، معظمها تجارياً، مما يحد من الوصول إلى السكان الذين يفتقرون إلى الموارد المالية للشراء.
أدت قيود إسرائيل السابقة على المساعدات خلال الحرب إلى مجاعة في أجزاء من القطاع، وفقاً للأمم المتحدة، مع استمرار الانتهاكات رغم الهدنة التي وصفها المدير العام بأنها صامدة لكنها غير كافية لإنهاء الأزمة.
اذ تعرض النظام الصحي في غزة لضربة قاصمة خلال الحرب التي استمرت عامين عقب هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث لم يعد أي مستشفى يعمل بشكل كامل، و تبقى 14 من أصل 36 مستشفى تعمل جزئياً وسط نقص فادح في الأدوية و التجهيزات و الطواقم.
أكد غيبرييسوس أن المنظمة سجلت 1719 هجوماً على الرعاية الصحية في غزة و الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، أسفرت عن أكثر من 1000 قتيل و 1800 جريح، مع حاجة ماسة لإعادة بناء النظام بتكلفة لا تقل عن سبعة مليارات دولار.
منذ سريان وقف إطلاق النار، كثفت منظمة الصحة العالمية إرسال الإمدادات الطبية إلى المستشفيات، و نشرت فرق طوارئ إضافية، مع توسيع عمليات الإجلاء الطبي، حيث تم إجلاء 41 مريضاً حرجاً و 145 مرافقاً يوم الأربعاء 22 أكتوبر عبر معبر رفح، رغم إغلاقه جزئياً.
أشاد غيبرييسوس بصمود الهدنة، لكنه حذر من أن الأزمة لم تنتهِ، مطالبًا بإزالة جميع القيود لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية.
يأتي تحذير المنظمة في ظل تقارير عن انتهاكات إسرائيلية للهدنة، بما في ذلك هجمات في جنوب لبنان، مع دعوات منظمات إنسانية مثل أوكسفام لزيادة المساعدات العاجلة لتوفير الماء و الغذاء و الوقود.
كما أكدت تقارير الأمم المتحدة استمرار الجوع رغم الهدنة، مع حث الولايات المتحدة و فرنسا على ضمان تنفيذ الاتفاق، و تهديدات ترامب بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل إذا ضمت الضفة الغربية.
