عروض واعلانات
سياسة

مستشار ترامب : نسعى للتقريب بين المغرب و الجزائر لحل قضية الصحراء

تيلي ناظور: متابعة في تطور لافت يعكس تحوّلًا مرتقبًا في موقف واشنطن إزاء أحد أقدم النزاعات في شمال إفريقيا، أعلن جورج ج. لومباردي، المستشار السياسي للمرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، عن عزم الإدارة الأمريكية المقبلة، في حال فوز ترامب، على لعب دور الوسيط النزيه بين المغرب والجزائر من أجل التوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء الغربية.

ففي مقابلة أجراها مع مجلة “أتالايار” الإسبانية، أوضح لومباردي أن المغرب يُعد “صديقًا تاريخيًا” للولايات المتحدة، مشددًا على متانة العلاقة الشخصية بين ترامب والملك محمد السادس.

و بحسبه، فإن هذه العلاقة تمثّل مدخلًا مهمًا لإطلاق مبادرة تهدف إلى التقريب بين الأطراف المتنازعة، في مقدمتها الجزائر و جبهة البوليساريو، من أجل التفاوض على تسوية تنهي هذا الصراع الذي دام لعقود.

وفي هذا السياق، جدّد لومباردي التأكيد على أن ترامب، إذا عاد إلى البيت الأبيض، سيُبقي على قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، و هو القرار الذي اتخذه خلال ولايته السابقة عام 2020.

و تجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف يحظى بدعم من قيادات بارزة في الحزب الجمهوري، إذ شدد السيناتور ماركو روبيو مؤخرًا على أن “خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب تمثل السبيل الوحيد الواقعي لحل النزاع”.

من جهة أخرى، لم تمرّ هذه التصريحات مرور الكرام، إذ أثارت مواقف إدارة ترامب السابقة – ولا تزال – جدلاً واسعًا في الأوساط الدولية. فقد سارعت الجزائر إلى رفض القرار الأمريكي، معتبرة إياه انتهاكًا للقانون الدولي ولجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد تسوية متوازنة.

و في الاتجاه ذاته، وصف كريستوفر روس، المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء، قرار ترامب بـ”المتهور”، محذرًا من انعكاساته السلبية على أمن واستقرار المنطقة.

رغم التباينات القائمة، يرى مراقبون أن انخراط إدارة أمريكية قوية و مؤثرة – كما تعد إدارة ترامب – في ملف الصحراء، قد يسهم في إحداث انفراج دبلوماسي طال انتظاره.

و بالرغم من العقبات السياسية و التاريخية التي تعيق التقارب بين المغرب و الجزائر، إلا أن مؤشرات الانفتاح، التي تحملها تصريحات لومباردي، يمكن أن تمثّل فرصة حقيقية لإعادة إطلاق الحوار الإقليمي تحت رعاية دولية.

يُمكن القول إن التصريحات الصادرة عن مستشار ترامب تفتح نافذة جديدة في جدار الأزمة الصحراوية، و تعيد طرح تساؤلات كبرى حول دور الولايات المتحدة في إعادة تشكيل توازنات الملف.

و بينما تترقب الأطراف المعنية نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة، فإن المؤكد أن أي تحرّك أمريكي جاد في هذا الاتجاه سيبقى مرهونًا بمدى استعداد اللاعبين الإقليميين للانخراط في مفاوضات جادة تحت سقف الواقعية السياسية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button