عروض واعلانات
سياسة

محمد البقالي و سفينة حنظلة… من الاعتقال في عرض البحر إلى صوت الحرية لفلسطين

تيلي ناظور : نوال أموسى

عاد الصحافي المغربي محمد البقالي، صباح الثلاثاء، إلى المغرب، بعد أن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيله قسرًا، منهيةً بذلك احتجازه خلال تغطيته لسفينة “حنظلة” الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة.

وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، وصف البقالي هذه الرحلة بأنها “تجربة قصيرة لكنها عميقة”، عاش خلالها أيامًا من الإبحار، والسجن، والإهانة، والترحيل، مؤكّدًا أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية سياسية، بل قضية إنسانية وأخلاقية عالمية.

وقال إن سفينة “حنظلة” ضمّت 21 مشاركًا من عشر جنسيات، يختلفون في دياناتهم وألوانهم وأعراقهم، لكن جمعهم وعي واحد بعدالة القضية الفلسطينية.

و من بينهم، بحسب البقالي، يهوديان، أحدهما أمريكي، و الثاني يحمل الجنسيتين الإسرائيلية و الأمريكية، كان يرتدي قميصًا كتب عليه “ليس باسمي”، تعبيرًا عن رفضه للجرائم المرتكبة باسم اليهود وبدعم أمريكي.

وأوضح البقالي أن الفئة العمرية للمشاركين تراوحت بين 25 و75 سنة، أصغرهم نائبة فرنسية، وأكبرهم سيدة تبلغ من العمر 75 عامًا تُدعى “فيديكس”، ما يعكس اتساع رقعة التضامن مع فلسطين عبر كل الأجيال والانتماءات.

وعن اعتراض السفينة، قال البقالي إن الاحتلال الإسرائيلي تصرف بطريقة خارجة عن القانون الدولي، أشبه بالقرصنة، إذ تم اعتراض السفينة في المياه الدولية، ولم يكن في حسبانهم أن الطاقم زرع كاميرات لتوثيق الرحلة.

وأشار إلى أن الاحتلال حاول تقديم صورة “إنسانية” عبر توزيع المياه، إلا أن المشاركين رفضوا تلك المحاولات الدعائية، وتمسكوا بالإضراب عن الطعام، ومنهم السيدة “فيديكس” التي رفضت قنينة الماء.

وأضاف أن المعتقلين تعرضوا للإهانات النفسية واللفظية، وسُمع جنود الاحتلال يصفونهم بعبارات مثل: “أنتم جرذان” و”كالذباب لا تساوون شيئًا”. كما تم تهديدهم بتهم “الإرهاب” و”اختراق منطقة عسكرية”.

ورغم كل ذلك، عبّر البقالي عن إعجابه بشجاعة بعض المشاركين، مثل المهندس الإسباني سيرجيو، الذي سبق أن شارك في سفينة “مادلين”، وعاد للمغامرة مجددًا مع “حنظلة”، رغم اختلاف الثقافة والدين، لكن بدافع إيمانه بعدالة فلسطين.

وفي الجانب القانوني، أوضح البقالي أن الاحتلال أفرج عنهم دون فرض توقيع أي التزام بعدم العودة إلى غزة، وكأن الهدف كان التخلص من الحرج الإعلامي بأقل الأضرار.

وفي ختام تصريحاته، وجّه نداءً مؤثرًا إلى الشعب المغربي، مؤكدًا أن ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية ليس مجرد تعاطف، بل جزء من الهوية الجماعية والتاريخ، كما أثبتت ذلك سفينة “حنظلة” التي جمعت 21 قلبًا من كل بقاع العالم على هدف إنساني واحد: التضامن مع فلسطين.

يُذكر أن حادثة اعتراض السفينة يوم السبت 26 يوليوز، أثارت موجة من الإدانات الواسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية والحقوقية المغربية، التي اعتبرتها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحرية الصحافة، واستهدافًا مباشرًا للكرامة الإنسانية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button