مجلس الأمن يُكرِّس الحكم الذاتي : قرار تاريخي للصحراء المغربية !

تيلي ناظور
اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا تاريخيًا رقم 2797 يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، بأغلبية 11 صوتًا مؤيدًا دون معارضة، مع امتناع ثلاث دول، يُكرِّس مبادرة الحكم الذاتي المغربية كـالحل الأكثر واقعية و قابلية للتطبيق للنزاع في الصحراء الغربية، الذي يمتد منذ 50 عامًا.
و يُدعو القرار الأطراف المعنية إلى مفاوضات دون شروط مسبقة على أساس هذه المبادرة، مع تمديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي حتى 31 أكتوبر 2026، مما يُعزز الدعم الدولي الواسع للسيادة المغربية.
و في التفاصيل، جاء القرار بناءً على مسودة أمريكية تم توزيعها يوم 30 أكتوبر، بعد مناقشات مكثفة منذ 22 أكتوبر، يُرحِّب فيها المجلس بـالدعم الدولي الواسع لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في 2007، و يُؤكِّد أنه يضمن تقرير مصير سكان الصحراء.
و يُحث المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، على إجراء مفاوضات بناءة، مع الترحيب بأي مقترحات من الأطراف، مما يُغلِق الباب أمام خيارات أخرى مثل الاستقلال الكامل.

و بالتالي، صوّتت الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا و الصين و روسيا لصالح القرار، إلى جانب أعضاء غير دائمين مثل السويد و اليابان و الكوريا الجنوبية، بينما امتنعت الجزائر و موزمبيق و
غيانا عن التصويت، مع رفض البوليساريو المشاركة في أي مفاوضات على هذا الأساس.
و يُعَدُّ هذا الدعم الجماعي انتصارًا دبلوماسيًا للمغرب، الذي حصل على تأييد 28 دولة أفريقية و أكثر من 100 دولة عالميًا لمبادرته، مما يُعزِّز موقفها في مواجهة الضغوط الجزائرية.
من جهة أخرى، أعربت الرباط عن ارتياحها الكبير للقرار، معتبرة إياه نقطة تحول حقيقية تُكرِّس السيادة المغربية، بينما أعلنت الجزائر رفضها القاطع، و دعا البوليساريو إلى مظاهرات صورية في مخيمات تندوف.
و يُشير خبراء إلى أن هذا القرار، الذي يُعَدُّ الأقوى منذ 2018، يُعزِّز الجهود المغربية للتنمية في الأقاليم الجنوبية، مع دعوة لاستئناف المفاوضات الرباعية ( المغرب، البوليساريو، الجزائر، موريتانيا ).
أخيرًا، يُمثِّل هذا القرار انتصارًا للدبلوماسية المغربية، التي ركزت على الحل السياسي الواقعي، و يُحذِّر من التدخلات الخارجية التي تُعيق التقدم، مع تمديد المينورسو لمراقبة الهدنة.
و يُتوقَّع أن يُساهم في تعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا، خاصة مع دعم أمريكي صريح يُعَدُّ ضمانًا أمريكيًا للسيادة المغربية.



