مايكروسوفت تعطل خدمات سحابية وذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلنت شركة مايكروسوفت اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025، عن تعطيل مجموعة من خدمات الحوسبة السحابية و تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة من قبل وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بعد مراجعة داخلية كشفت عن ” أدلة أولية ” تدعم تقارير إعلامية حول نظام مراقبة جماعي يستهدف الفلسطينيين في غزة و الضفة الغربية.
تفاصيل الإعلان و المراجعة
قال براد سميث، رئيس الشركة ونائب الرئيس التنفيذي، في مدونة منشورة على موقع مايكروسوفت و بريد إلكتروني داخلي للموظفين، إن الشركة أطلقت المراجعة بعد نشر تحقيق في صحيفة الغارديان في أوائل أغسطس 2025، يتهم وحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي باستخدام نظام ” أزور ” لتخزين ملايين التسجيلات الهاتفية اليومية للفلسطينيين، مما يُعد انتهاكاً لشروط الخدمة التي تحظر ” المراقبة الجماعية للمدنيين ” .

أوضح سميث أن المراجعة، التي شملت مقابلات مع عشرات الموظفين وفحص وثائق داخلية، وجدت أدلة تدعم عناصر التقرير، بما في ذلك استهلاك سعة تخزين أزور في هولندا و استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي، لكنها لم تكتشف دليلاً على استخدام التقنيات لاستهداف أو إيذاء أشخاص مباشرة في النزاع .
و أكد أن الإجراء يشمل ” وقف و تعطيل اشتراكات محددة ” لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك خدمات التخزين السحابي و تقنيات الذكاء الاصطناعي، دون التأثير على خدمات الأمن السيبراني المقدمة لإسرائيل أو دول الشرق الأوسط الأخرى .
خلفية التحقيق الإعلامي
نُشر التحقيق المشترك في 6 أغسطس 2025 من قبل الغارديان، و مجلة +972 الإسرائيلية-الفلسطينية، و موقع لوكال كول بالعبرية، يكشف كيف اعتمدت وحدة 8200 على أزور لتخزين كميات هائلة من التسجيلات الهاتفية – تصل إلى مليون مكالمة في الساعة – مما سمح بـ” مراقبة موسعة ” للفلسطينيين، و استخدمت هذه البيانات في عمليات عسكرية بما في ذلك تحديد أهداف للقصف في غزة.

وفقاً لمصادر في الوحدة، بدأ المشروع في 2022 بعد لقاء قائد الوحدة يوسي سارئيل مع الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا في سياتل، حيث طُلب نقل 70% من بيانات الوحدة إلى أزور .
السياق الأوسع و الاحتجاجات
يأتي هذا القرار في أعقاب ضغوط متزايدة على مايكروسوفت من موظفيها و مستثمريها بسبب علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي، خاصة خلال الغزو الذي وصفته لجنة أممية بـ” الإبادة الجماعية ” في غزة .
في أواخر أغسطس 2025، فصلت الشركة أربعة موظفين شاركوا في احتجاجات داخل مقرها، بما في ذلك اعتصام أمام مكتب سميث، بسبب انتهاكات لسياسات السلامة ، مما أثار حملة “ لا أزور للفصل ” التي احتفلت بالقرار كـ” انتصار غير مسبوق ” لأول شركة تقنية أمريكية تقطع بعض التقنيات عن الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب.
رغم ذلك، تستمر مايكروسوفت في التعامل مع وحدات عسكرية إسرائيلية أخرى، و لم تصدر وزارة الدفاع الإسرائيلية تعليقاً رسمياً حتى الآن، بينما نقلت الوحدة 8 تيرابايت من البيانات خارج أزور بعد التقارير الأولية .
يُعد هذا التطور خطوة هامة نحو تعزيز المساءلة الأخلاقية في قطاع التكنولوجيا، لكنه يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركات الكبرى بمبادئها في مناطق النزاع.



