كلمة السيد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، بمناسبة اختتام دورة أبريل 2024-2025

تيلي ناظور : متابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الوزراء المحترمون،
السيدات والسادة المستشارون المحترمون،
نختتم اليوم دورة أبريل من السنة التشريعية 2024-2025، وفقاً للفصل 65 من الدستور والمادة 21 من النظام الداخلي لمجلس المستشارين. هذه المحطة، التي تتجاوز طابعها الإجرائي، تشكل فرصة لتقييم حصيلة دورة متميزة، اتسمت بالدينامية و الانخراط المسؤول، ومواكبة التحولات البنيوية التي تشهدها المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

تتزامن هذه الجلسة مع استعدادات الشعب المغربي للاحتفاء بالذكرى الـ26 لعيد العرش، مناسبة تحمل رمزية وطنية عميقة، تعكس الوحدة الوطنية وتجسد ضمانة استمرار المسيرة التنموية تحت قيادة جلالته.
السيدات والسادة،
لقد عمل المجلس، منذ بداية السنة التشريعية، على تعزيز دوره المؤسساتي وفق رؤية استراتيجية ترتكز على ثلاثة محاور:
- الالتزام بالتوجيهات الملكية السامية، لا سيما خطاب افتتاح السنة التشريعية.
- تجسيد التمثيلية الدستورية من خلال الاقتراح، المساءلة، والتقييم.
- تنفيذ المخطط الاستراتيجي 2024-2027 بمقاربة تشاركية، حقق تقدماً ملحوظاً في عدة محاور بفضل دينامية مكونات المجلس وتكامل العمل مع الحكومة.
الحصيلة التشريعية
شهدت الدورة إقرار نصوص تشريعية أساسية، منها:
- مشروعا القانون المتعلقان بالمسطرة المدنية والجنائية، اللذان خضعا لمراجعة شاملة بمشاركة فعالة من المستشارين، محققين 1039 تعديلاً، تم قبول 375 منها، بنسبة 48.5% للمسطرة المدنية و41% للمسطرة الجنائية.
- قانون حماية التراث (33.22)، الذي يعزز الحفاظ على الرصيد الحضاري المغربي.
- قانون التأمين الإجباري عن المرض (24.35)، دعامة للحماية الاجتماعية.
- قانون مؤسسة المغرب 2030 (35.25)، لتنسيق السياسات الرياضية استعداداً لكأس العالم.
- نصوص أخرى تتعلق بجبايات الجماعات الترابية، تصفية السنة المالية 2023، والوكالة الوطنية للمياه والغابات.
الرقابة البرلمانية
عقد المجلس 13 جلسة أسئلة شفهية، تناولت 27 قطاعاً حكومياً، بإجمالي 1256 سؤالاً، تمت برمجة 301 منها، توزعت على القطاعات الاقتصادية (38%)، الاجتماعية (25%)، والبنيات الأساسية (21%). كما تلقى المجلس 1170 سؤالاً كتابياً، أجابت الحكومة عن 726 منها. ركزت الأسئلة على إدارة الموارد المائية، الحفاظ على قطيع الماشية، دعم السكن الاجتماعي، والتشغيل.
الدبلوماسية البرلمانية
برز المجلس كفاعل دبلوماسي رئيسي:
- منتدى التعاون الاقتصادي مع سيماك في العيون، لتعزيز التعاون جنوب-جنوب.
- منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، بحضور 40 دولة، لدعم التنمية المستدامة.
- منتدى أفرولاك، لتعزيز التعاون مع أمريكا اللاتينية.
- المنتدى الاقتصادي الأورومتوسطي، لتعميق الحوار الاقتصادي.
- استقبال وفود برلمانية من باكستان، نيجيريا، وأمريكا الوسطى، مع توقيع مذكرات تفاهم.

الانفتاح على المجتمع
نظم المجلس ندوات حول الجهوية المتقدمة، قضية الصحراء، والاستثمار، إلى جانب مشاركته في معرض الكتاب الدولي وتسليم جوائز الأبحاث والصحافة البرلمانية، مما عزز دوره كفضاء للحوار المجتمعي.
خاتمة
يختتم المجلس دورة غنية بالإنجازات، مؤكداً التزامه بتعزيز البناء الديمقراطي ودعم المشروع التنموي الملكي. نثمن انخراط جميع مكونات المجلس، ونشكر رئيس الحكومة، الوزراء، المؤسسات الدستورية، إدارة المجلس، والمصالح الأمنية على تعاونهم.
شكراً لكم، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.