كلتورا الدولية: حين يصبح الحرف جسراً بين المغرب و العالم

بـقــلــم: ســلــمــى الـقنـدوسـي
أطلقت مجموعة كلتورا الدولية للنشر و التوزيع أولى إصداراتها الأدبية بشراكة مع جامعة صينية، لتؤكد بذلك حضورها الثقافي المبكر على الساحة الدولية، و تفتح آفاقًا جديدة أمام الكتاب المغربي للوصول إلى قارئٍ عابر للقارات.

ما يلفت الانتباه في شعار دار النشر هو ذلك التكوين البصري الذكي: حرف “الكاف” الذي يختزل كلمتين في آن واحد ‘كتاب و كلتورا’ فوق كتاب مفتوح، في تفاعل بصري يعكس الهوية و الرسالة.
أما اللون الأخضر الذي يكسو الشعار، فلا يأتي من فراغ؛ إنه إعلانٌ عن وفاء الدار لقيم الاستدامة و البعد البيئي، و لعل ذلك يعكس تصورًا ثقافيًا يرى أن الكتاب، كالأشجار، جذور تمتد في الأرض و ثمار تنبض بالحياة.
تحت شعارها العميق “حين يتحول الحبر إلى هوية”، تضع الدار نفسها في خدمة الثقافة المغربية، ساعية إلى تسويق الإنتاجات الأدبية و الفكرية محليًا و عالمياً، ليس باعتبارها منتجًا ثقافيًا فحسب، و لكن باعتبارها انعكاسًا لهوية وطن و ذاكرة شعب.
بهذا الوعي، تتحول “كلتورا” إلى سفيرٍ ثقافي للمغرب، يحمل صوته و إبداعاته إلى المنابر الأكاديمية و الأدبية في الخارج.


و لأنها تنظر إلى المستقبل بعين الحداثة، تولي المجموعة اهتمامًا كبيرًا بالكتاب الرقمي، إدراكًا منها لتحوّلات القراءة لدى الأجيال الصاعدة، و إيمانًا بأن الولوج إلى المعرفة ينبغي أن يكون متاحًا و سهلًا في زمن التكنولوجيا.
إنها دار نشر تؤمن أن الثقافة ليست فقط ما نقرأه، بل أيضًا كيف نقرأه، و في أي منصة نستهلكه.
و مع هذه الانطلاقة الواعدة التي تمزج بين الاحترافية و الشغف، تثبت مجموعة كلتورا الدولية أن الكتاب المغربي مهيّأ لأن يدخل بقوة إلى المكتبة العالمية، و أن الحبر المغربي قادر على أن يترك أثره في ذاكرة الإنسانية… فقط حين يتحول، بحق، إلى هوية.