قطر ترفض تصريحات نتانياهو التحريضية بشأن وساطتها في هدنة غزة

تيلي ناظور : سلوى المرابط
في موقف يعكس التزامها بالوساطة النزيهة، أعلنت دولة قطر رفضها القاطع للتصريحات التحريضية الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، والتي انتقد فيها دور الدوحة في التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وأكدت الخارجية القطرية أن هذه التصريحات تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية السياسية والأخلاقية، مشددة على أن قطر ستواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب وحماية المدنيين.
وكان نتانياهو قد صرّح ، بأن قطر يجب أن “تتوقف عن اللعب على الجانبين”، في إشارة إلى دورها في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
وأضاف أن إسرائيل “ستنتصر في هذه الحرب العادلة بوسائل عادلة”، وهو ما أثار انتقادات واسعة، خاصة أن هذه التصريحات تأتي في وقت تعاني فيه غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار والعمليات العسكرية المستمرة.
من جهته، شدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري ، على أن سياسة قطر الخارجية لا تتعارض مع دورها كوسيط نزيه وموثوق ، مؤكداً أن الدوحة لن تثنيها حملات التضليل والضغوط السياسية عن الوقوف إلى جانب حقوق الشعوب وحماية المدنيين .

كما أشار إلى أن جهود الوساطة القطرية أسهمت في الإفراج عن 138 رهينة ، وهو ما لم يتحقق عبر العمليات العسكرية التي تدّعي إسرائيل أنها “عادلة”.
في سياق متصل، تواصل قطر تنسيقها الوثيق مع مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد الأنصاري أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا عبر تسوية عادلة وشاملة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتنهي الاحتلال، وتضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
يأتي هذا التصعيد السياسي في وقت حساس، حيث تسعى أطراف دولية إلى إيجاد حل دبلوماسي ينهي الحرب المستمرة في غزة.
وبينما تؤكد قطر التزامها بالوساطة، يرى مراقبون أن تصريحات نتانياهو قد تعرقل الجهود المبذولة، خاصة أن الدوحة لعبت دورًا رئيسيًا في تخفيف الأزمة الإنسانية وضمان الإفراج عن المحتجزين.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الجهود الدولية من تجاوز التصعيد السياسي والتوصل إلى هدنة دائمة تضع حدًا لمعاناة المدنيين في غزة؟